الضربة الإسرائيلية على إيران و"الحزب" قد تكون حاسمة خلال 2026

hizballa-rf6at6gvbtjbga3mg7i5bluacx54d3f5tx6r85td0g

كتبت جوانا فرحات:

 إلى فلوريدا حيث اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تتجه الأنظار، وسط تصاعد التكهنات حول ما إذا كان نتنياهو سينجح في انتزاع موافقة أميركية لتوجيه ضربة عسكرية، سواء ضد إيران أو ضد حزب الله في لبنان.

الأولوية لدى نتنياهو واضحة ومحددة طي صفحات الملف الإيراني بشكل نهائي هذه المرة، مستندًا في ذلك إلى مخاوف إسرائيلية مزمنة من البرنامج النووي ومن توسع النفوذ الإيراني في المنطقة. لكن الخطوة التي ينوي القيام بها دونها استحالة إذا لم تحظَ بالدعم الأميركي، أو على الأقل الضوء الأخضر من ترامب  خصوصا أن أهداف العملية العسكرية تستهدف منشآت أو مواقع إيرانية.

لكن حتى الآن لا يزال الجدل قائما حول إمكانية تسديد الضربة أم لا، خصوصا أن أي ضربة لإيران تحمل مخاطر توسع الصراع إلى حرب إقليمية شاملة، وهو سيناريو لا يبدو أن الإدارة الأميركية راغبة في تحمّل تبعاته في الوقت الراهن.

إلا أن هذا المشهد بدأ يتجه نحو الأفول. "والنقاش المتوقع في واشنطن بين ترامب ونتنياهو لن يدور حول إمكانية توجيه ضربة قاضية لإيران أم لا، إنما متى تأتي تلك الساعة التي ستنهي فيها إسرائيل النظام الإيراني وأذرعه " يقول الكاتب والمحلل الجيوسياسي جورج أبو صعب "فإدارة ترامب حسمت موقفها في هذه المسألة والضربة على إيران هذه المرة ستطال رأس النظام. لكن ما يؤخر عملية إسقاط النظام الخشية من حالة الفوضى التي قد تعم البلاد لذلك يتركز البحث على مسألة ماذا بعد سقوط النظام الإيراني".

عوامل عديدة تدفع  واشنطن اليوم إلى اتخاذ القرار الحاسم بتوجيه الضربة لإيران، يقول أبو صعب، ومن أبرزها "الإستحقاقات الإقتصادية والتجارية الضخمة في المنطقة مما يفسر استعجال واشنطن لتنفيذه والعمل جارٍ عليه وما يحصل في لبنان اليوم مع حزب الله خير دليل على ذلك.

عامل التريث كان مبنياً على أساس نتائج مفاوضات النووي فهل سقطت ورقة المفاوضات بدورها نسأل. أساسا لم تعد تملك إيران ورقة النووي بعد  الضربة التي تلقتها في حزيران 2025 فعلى أي أساس ستفاوض؟ بدروه لم يعد الملف النووي محور اهتمام الحكومة الإسرائيلية والبحث يدور حول كيفية إنهاء تأثير إيران السلبي وتهديدها للمنطقة، والبند الأول الموضوع على الطاولة هو أذرع إيران وعلى رأسها حزب الله والحشد الشعبي".

ويلفت أبو صعب إلى أن الأنظار موجهة اليوم إلى العراق حيث المعركة الكبرى المرتقبة بعد لبنان، ولعل من ضمن أبرز أهداف الضربة على إيران هو إضعاف الحشد الشعبي ووقف الدعم الإيراني له.

بموجب المعطيات المتوافرة وتقاطع الداتا فإن الضربة على إيران حتى اللحظة حتمية، لكن ما ليس مؤكدا أن يكون التوقيت بالتوازي مع الضربة المقررة على حزب الله. وهذا ما سيتم البحث فيه على طاولة اللقاء بين ترامب ونتنياهو لمعرفة ضبط التوازنات العسكرية، إذ من المتوقع أن يعطي ترامب الضوء الأخضر لنتنياهو لتوجيه الضربة على إيران. ويكشف أبو صعب أن واشنطن ستدخل المعركة هذه المرة بالمباشر بدليل ما صرح به عضو مجلس الشيوخ الأميركي ليندسي غراهام منذ أيام، حيث قال بأن الضربة على إيران ستقع ولو اضطر الأمر أن تدخل الولايات المتحدة الأميركية فيها ومعلوم أن غراهام يعكس مواقف ترامب على صعيد مجلس الشيوخ".

والسؤال البديهي الذي يطرح هل تكون الضربة على إيران كافية لإنهاء حزب الله من دون الحاجة إلى توجيه الضربة المرتقبة للقضاء عليه  في العمق اللبناني؟ "المؤسف أن إيران لم تعطي حزب الله حتى اليوم الضوء الأخضر لتسليم سلاحه وهي تصر على إبقائه كورقة ضغط، وبات معلوماً  أن قرار السلاح في يد إيران وليس الحزب الذي يسعى لكسب الوقت من خلال اختلاق الأعذار والتوليفات تارة مع الدولة اللبنانية وأخرى مع الجيش اللبناني بانتظار معرفة مصير النظام الإيراني".

ويختم أبو صعب" إيران تلعب في الوقت الضائع وتحاول بشتى الوسائل جر واشنطن إلى طاولة المفاوضات علما أنها كما الولايات المتحدة، لا شيء يستحق التفاوض عليه، فالسلاح الذي كان يهدد إسرائيل تم تدميره في الحرب الأولى على إيران في حزيران الماضي، وإلا ما كانت إسرائيل صبرت حتى اليوم. إذا لا داعي للمفاوضات وبالتالي فإن التوجه نحو ضربة عسكرية قاصمة ستوجه إلى إيران والأذرع . والمرجح أن تكون مداها في الأشهر الستة الأولى من سنة 2026 التي ستكون قاسية وحاسمة في لبنان والمنطقة. يليها فجر جديد".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: