لا زالت الأزمة السياسية والدبلوماسية بين بيروت والرياض تتفاقم، وهذه المرة ليست كما المراحل السابقة إذ قد لا تسلم الجرة بعدما تمادى البعض من وزراء ودبلوماسيين وإعلاميين بالحملات الحاقدة على المملكة العربية السعودية في حين أن مواقف وزير الإعلام جورج قرداحي تجاوزت كل الخطوط الحمر ومسّت بالأمن الإستراتيجي، وكأنه كما تشير مصادر سياسية بارزة لموقع "LebTalks" لم يسمع أو يشاهد تمادي الحوثيين بدعم من إيران وحزب الله بقصف المنشآت السكنية والحيوية في المملكة، أو أنه لم يتذكر أو يعلم أن السعودية أعادت إعمار لبنان مراراً ووقفت إلى جانبه في كل المحطات وهي من حصنت اقتصاده في كافة الأزمات، وثمة ربع مليون لبناني يعملون في المملكة ومن سائر الطوائف والمذاهب.
وفي السياق استرعت مواقف السفير السعودي الدكتور البخاري باهتمام بارز ولا سيما أنه رسم خارطة طريق في كل ما يتعلق بحرب اليمن والإعتداءات التي تتعرض لها المملكة من الحوثيين وبدعم إيراني، وهو الذي سبق وكشف بأن جرحى الحوثيين يتلقون العلاج بمستشفيات تابعة لحزب الله، وبالتالي لم تقدم الدولة اللبنانية أو الحكومة على أي إجراءات أو خطوات في هذا الإطار وبمعنى أوضح أن الأخطاء المميتة تكررت مراراً وحان وقت المحاسبة وعلى هذه الخلفية ثمة دعم خليجي للمملكة وما استدعاء السفراء اللبنانيين المعتمدين في الخليج إلا لدليل على خطورة الأزمة، وثمة معلومات عن اتصالات ومشاورات تجري من أجل أن تقدم الدولة اللبنانية على خطوة كبرى ودون ذلك عبثاً نحاول في وقت علم أن الاتصالات تخطت النطاق الداخلي إلى القاهرة ودول عديدة تربطها علاقات وثيقة بلبنان والسعودية، مما يقتضي عمل كبير من قبل المسؤولين اللبنانيين قبل أن تصل الأمور إلى ما لا يُحمد عقباه.
