بكركي فوق التسويات وتتمسّك بالدستور والمؤسّسات لحلّ الأزمات

Doc-P-797540-637499259813646875 (2)

  تختلف القراءات السياسية والحزبية للحراك غير المسبوق الذي قام به البطريرك الماروني بشارة الراعي، باتجاه إيجاد حلّ للأزمة الحكومية عبر مخرج قانوني ينهي أسباب عدم اجتماع الحكومة، حيث أنه، وفي الوقت الذي شهد فيه هذا الحراك هجمةً حادة من قبل بعض القوى السياسية، والتي رأت فيه عملية تسوية أو بالأحرى "مقايضة" على صعيد الملفات القضائية وتحديداً بين ملفي التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت من جهة وأحداث الطيونة من جهة أخرى، فقد أكدت أوساط نيابية مسيحية، أن استهداف مبادرة البطريرك الراعي، وإطلاق الحملات ضد بكركي، لم يساهم في تحقيق الهدف الأساسي المرجو منها، والذي يشكّل محور توجّه البطريرك الراعي للقيام بجولة على الرؤساء الثلاثة، وهو كسر دائرة التعطيل الحكومية وإعادة إطلاق الجهود على أوسع نطاق، من أجل تأمين المناخ الملائم لانعقاد جلسة لمجلس الوزراء، في أقرب موعد ممكن.
ومن ضمن هذا السياق، حملت الأوساط النيابية بشدة على حملات الهجوم التي تعرّض لها البطريرك الراعي، والتي اتهمته بالمقايضة في ملفات مصيرية، وخصوصاً في قضية تحقيقات المرفأ، مؤكدة أن هذه "الهجمة" غير المبررة، قد أدّت إلى زيادة منسوب التعقيدات على الساحة السياسية ودفعت نحو المزيد من الإحتقان والتوتر في العلاقات وهو ما تظهّر في جلسة المجلس النيابي بالأمس، حيث اتّسعت مساحة الخلاف ما بين كتلتي "التنمية والتحرير" و"لبنان القوي" خلال مناقشة التعديلات على قانون الإنتخاب. وكشفت الأوساط نفسها، أن البطريرك سمع تأييداً من الرؤساء الثلاثة على طرحه التوافقي الذي يقضي المبادرة بمعالجة الخلافات والإنقسامات السياسية حول مسار التحقيقات القضائية الحالية، وفق الدستور والقوانين المرعية الإجراء، وذلك بعيداً عن أية مساومات أو تسويات يجري الحديث عنها في الساعات الماضية.
وبالتالي، فإن مبادرة البطريرك الراعي، تركّز على إحداث خرق في جدار التعطيل الحكومي والتصعيد السياسي، وفق ما أشارت إليه الأوساط النيابية المسيحية، التي اعتبرت أن أبرز ما فيها، هو طرح مخرج مقبول وبالتوافق بين الرؤساء الثلاثة، للأزمة التي تنامت أخيراً، وعطّلت مجلس الوزراء عن الإنعقاد. وأضافت هذه الأوساط، أن البطريرك الراعي قد فوجىء بردود الفعل التصعيدية، في الوقت الذي لم يلمس فيه سوى إيجابيةً لافتة انطلاقاً من تقاطع إرادة الرؤساء على التهدئة والإستقرار، خصوصاً وأن مضمون الطرح البطريركي يتوافق مع القانون ويؤكد على الإلتزام بالدستور بعيداً عن أية محاولات للتسوية كما يسعى البعض إلى إشاعته اليوم، بل على العكس، فإن الهدف هو ذاته الذي تحدّث عنه الرئيس نجيب ميقاتي، عندما قال أن المهم اليوم هو "تنقية الأجواء وإيجاد الحلول للأزمات على طاولة مجلس الوزراء".
وخلصت الأوساط النيابية المسيحية، إلى التأكيد على الإصرار الكامل لدى بكركي، كما لدى القيادات السياسية، على تبيان الحقائق في كل القضايا واستكمال التحقيقات، وبشكل خاص في ملف تفجير المرفأ، وكذلك في أحداث الطيونة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: