جورج أبو صعب
الى حكومة نجيب ميقاتي طلب واحد .... استقيلوا فورا ...
استقيلوا لان حكومتكم أساسا لم تكن منذ لحظة تشكيلها اكثر من حكومة تصريف اعمال وتأجيل الاستحقاقات الكبرى بانتظار إشارات التسوية الإقليمية العتيدة من طهران وحزبها في لبنان . ولانكم أساسا لم تكن حكومتكم اكثر من ممثلين لخط ما يسمى الممانعة والمقاومة - ومنتج إيراني ممانع ادخل بعض العناصر اللبنانية المصلحية بغطاء العهد وتياره ولفائدتهما .. ضمن لعبة التحاصص وتقاسم المغانم ... استقيلوا لانكم اوصلتم لبنان في غضون شهر الى الكارثة الكبرى : بسلخه عن محيطه العربي وتاريخه وموقعه الطبيعي والحاق اكبر ضرر على وجوده ومصيره وانتمائه واقتصاده ومغتربيه ... استقيلوا لان حكومتكم عجزت عن حسن ادارة الدولة وافسدتم القضاة وكبلتم سلطة القضاء النزيه بالاعيب اسيادكم في حزب السلاح ... تارة بتفشيل تحقيقات المرفأ والهجوم على المحقق العدلي وطورا بالسماح لحزب ايران في لبنان من اختلاق ملف مفبرك ومسيس ضد القوات اللبنانية ودكتور سمير جعجع ... وقد وقفتم عاجزين عن صد المؤامرة وكنتم اضعف من ان تواجهوا الحزب بحزم وحق . استقيلوا. لأنكم فضلتم الخضوع والخنوع لخط ايران وحزبه المعادي للعرب والخليج وعلى راسهم المملكة العربية السعودية ... استقيلوا لانكم اعجز من ان تواجهوا حقيقة وقوع لبنان في قبضة ايران وحزبه ... ولانكم اعجز من ان تنتفضوا لكرامة اللبنانيين المهدورة والمهددة يوميا من حزب يهددهم بمائة الف مقاتل لقتلهم واخضاعهم ... وقد اعتاد ان لا يلاقي امامه سوى الخائفين منه والخاضعين والمتزلفين والمنبطحين والخانعين ... استقيلوا لانكم قبلتم العباءة الإيرانية تظلل وجودكم ... ومن بينكم ودائع للحزب وحلفائه كالغام مزروعة انفجر واحد منها مع مواقف وزير اعلامكم جورج قرداحي غير المسؤولة ... وقد أظهرت مواقفه قناعة سياسية خطيرة معادية للخليج والمملكة السعودية لا تزيلها كونه اصبح لاحقا وزيرا للاعلام ... واي اعلام ؟ استقيلوا لانكم اعجز من ان تقنعوا الدول العربية الشقيقة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية بقدرتكم على معالجة موقف من هنا او تصحيح سياسة او موقف رسمي من هناك ... فينقصكم القرار والحزم وتنقصكم القدرة على الالتزام بما تعدون به ... استقيلوا لان ما من شقيق او صديق يصدقكم حين تدعون النشاط والعمل لإنقاذ لبنان وقد قرىء مكتوبكم من عنوانه وعناوين خضوعكم لإيران وحزبه بتواطؤ العهد وتياره المسيحي الانبطاحي والمصلحي ... ليس وزير اعلام ايران اللبناني جورج قرداحي المطلوب منه الاستقالة فقط بل كل تركيبتكم الجوفاء العرجاء الفاشلة المركبة على تناقضات بين الاقوال والافعال ... وبين المنبطحين والعملاء ... استقيلوا فما من أسوأ وافظع ما يمكن ان يتهدد لبنان بدونكم مما هو عليه الان بوجودكم ... استقيلوا فورا لانه لم يعد بإمكان اللبنانيين تحمل اكثر مما تحملوا من ضرب لاستقرارهم السياسي والاقتصادي والمالي واليوم ضرب اخر بصيص امل بمساعدة الاشقاء العرب وعلى راسهم المملكة العربية السعودية ... وخسارة مليار دولار أميركي سنويا عائدات العلاقات الاقتصادية مع المملكة ... عدا ملفات الدعم واوجهها المختلفة عربيا ودوليا ... استقيلوا وقد زدتم على المأساة - مأساة اعظم - ومن نوع اخر وهي تلك المتعلقة بمصير اللبنانيين العاملين في الخليج والذين بتحويلاتهم المالية ابقوا على الحد الأدنى من الاوكسجين لعائلاتهم وذويهم المنكوبين في لبنان ... وها ان هذا الباب يكاد يقفل ... استقيلوا فورا لانكم لا تعبرون عن إرادة ورغبة أكثرية اللبنانيين برفض الخط الإيراني في لبنان ورفض سياسات دويلة حزب الله المستبدة والمستولية على حرية قراركم وتحرككم ... استقيلوا فورا لان غيابكم افضل من استمراركم حكومة مسماة لبنانية ومنسوبة زورا للشعب اللبناني الذي لا يثق بكم ولم يعد يرى فيكم خلاصا بل امعانا في الانهيار والسقوط المريع ... ولان المسألة لم تعد محصورة باستقالة او اقالة وزير بعدما طفح الكيل من عدم انسجام وزرائكم مع بيانكم الوزاري الهش ووعودكم الخاوية ... استقيلوا كي يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود ... ويعرف العالم ان ليس في لبنان شعب واحد ولا دولة واحدة ولا حكومة واحدة ... بل شعبين : واحد يؤمن بمحور إقليمي معادي للعرب وتاريخ لبنان ودستوره ونظامه واخر رافض للأول ومصر على انتماء لبنان لمنظومته العربية وحضنه العربي والخليجي تحديدا وإعادة علاقاته التاريخية مع تلك المنظومة بعيدا عن صراعات المحاور والاصطفاف المدمر ضد العرب ومصالحهم . ولان ليس في لبنان دولة واحدة بل دولتين : دولة حزب السلاح والدولة المسيطر عليها حزب السلاح ...وليس في لبنان حكومة واحدة بل حكومتين داخل الحكومة الواحدة ... كل وزير يغني على ليلاه ... ويهدد زملائه في أي وقت ويطلق مواقف نارية وتهديدات بحق فرقاء لبنانيون اخرون شركاء له في الوطن ... مزهوا بفائض القوة المادية الغاشمة التي قال عنها فيكتور هوغو انها نقيض الحق عندما تخلو من المشروعية ... استقيلوا فورا وهو اقل ما يمكن ان تفعلوه بعدما الذي حصل ... والعار الذي لحق بنا بفعل المكونات اللاعقة لحذاء حزب السلاح التي تتشكل منها حكومتكم البتراء ... استقيلوا فورا وانهوا شهادة الزور التي تقدمونها يوميا بحق اللبنانيين وضد مصالحهم ... وتوقفوا عن المشاركة في تهديم لبنان ومصالحه ... استقيلوا فورا لنرى كيف يمكن بعد اليوم للعهد القوي ان ينقذ نفسه وتياره من الذل والصفعة القوية التي تلقاها من اشقاء لبنان بفعل اباحته لحزب ايران بالسيطرة على مقدرات البلاد ومفاصل السلطة والقرار فيه ... استقيلوا فورا ... قبل ان تلعنكم الأجيال ... وتضيفكم الى لائحة الحكومات والحكام المغضوب عليهم ... تجاوزتم الشهر .. وتعثرتم الى ان ارتطمتم باسوأ ازمة لم يشهدل لبنان مثيلا لها مع اشقائه العرب بتاريخه – وهو الذي لطالما كان مصرف ومستشفى وسياحة ومالية وجامعة ومدرسة وثقافة واشعاع العرب ... ماذا فعلتم به ؟
ماذا فعلتم بنا ؟
وللذين عن حسن نية او سؤ نية طالبوا يوما بتسليم السلطة والبلد لحزب الله نسألهم : هل يرضيكم هذا النموذج الكارثي اليوم ؟؟؟
*