لم يعد احتواء العاصفة الخليجية التي تهبّ على لبنان ممكناً بعد اليوم، والصورة ستبقى قاتمة، طالما أن المدخل إلى الحلً مع المملكة العربية السعودية، غير مُتاح في ضوء التصلب الذي يبديه الطرف المعني بالخلاف الناشىء، والذي يصرّ ووفق مصادر سياسية مطلعة، على إبقاء الأزمة على مسارها التصاعدي نحو الإنفجار وقطع العلاقات بالكامل، بصرف النظر عن كل الترددات "الكارثية" التي تحذر منها أوساط رجال المال والأعمال، الذين يعتبرون أن الرياض، تشكل شرياناً حيوياً للبنان.
فهل تعود الأمور إذن إلى نقطة الصفر؟ سؤال تجيب عليه المصادر المطلعة، بأن المراوحة الحكومية أو تعطيل أعمال الحكومة، تؤذن بالإستقرار في الفراغ الحكومي مجدداً، وذلك سواء استقال الرئيس نجيب ميقاتي أو بقي على تصميمه بتدوير الزوايا ولململة أشلاء حكومته التي سقطت عند أول استحقاق، ولم تنفع معها كلّ الضمانات التي كان تحدث عنها، ولا الثلث المعطّل أو الضامن الذي كان من المفروض أن يؤمن شبكة أمان للحكومة ويمنع انفجارها من الداخل.
أمّا لجهة الوساطة الأميركية التي سُجلت على خط الأزمة مع السعودية، وجعلت من الحكومة وبكل مكوّناتها من دون استثناء، في "جبهة" واحدة في مواجهة العاصفة السعودية، فتقول المصادر السياسية المطلعة، أنها لن تحقّق أي تقدم مفيد على هذا الصعيد، بعدما بات الشعار الذي ترفعه المملكة "حماية الأمن القومي"، وبالتالي فإن المؤشرات المتراكمة حتى الساعة من المقرّات الرئاسية الثلاث، تؤكد على انسداد الأفق، على الاقلّ في المرحلة الراهنة، وذلك بانتظار نضوج الوساطات "المحلية" وليس العربية أو الغربية، بعدما بات واضحاً أن المعالجات التقليدية للأزمة الديبلوماسية، لم تعد تنفع والمطلوب، الذهاب نحو تسوية غير تقليدية لأزمة غير مسبوقة.
