القوات غير محرجة انتخابياً

Doc-P-699141-637238718759435727

بقلم عماد حداد

وصفت شخصية متابعة لدقائق التطورات السياسية في البلاد حزب "القوات اللبنانية" بأنه الأكثر انسجاماً مع نفسه وقواعده كما مع الشريحة الأكبر من القواعد الشعبية للأحزاب السياسية على رغم الخلافات والتباعد على المستوى القيادي.

وأسهبت الشخصية بالشرح والتفصيل بدءاً من الساحة المسيحية حيث تشكّل القوات مع التيار الوطني الحر التمثيل الأكبر مع تقدّم واضح لصالح القوات التي استطاعت المحافظة على حجمها الأساسي مع النمو الطبيعي على عكس التيار الذي فقد من رصيده الشعبي المباشر كما من رصيد داعميه ولا يبدو أن تمايزه عن "حزب الله" وحليف الحليف قد أكسبه في الشارع المسيحي ما يوازي خسارته في شارع الثنائي الشيعي لا سيما على صعيد القواعد الشعبية المشمئزة من خطاب التيار ومسؤوليه للحدّ من التأييد للقوات على الساحة المسيحية.

أما بين القوات ومجموعات الثورة، فقد استطاعت القوات استعادة بعض مناصريها الذين بايعوا الثورة كما تمكنت من استقطاب بعض المجموعات بعد الخلافات على الحصص التي بدأت تظهر إلى العلن مع اقتراب الإستحقاق النيابي وعجزها عن تقديم صورة مغايرة عن نهج السلطة في الترفّع عن الأنانيات.

وساهم ثبات القوات على مواقفها واستيعابها لموجة التشكيك في اقتراب وجوه بارزة في الثورة من خطاب القوات وخاصة بعد أحداث عين الرمانة وما سبقها على نهر الكلب من رفض لاستفزازات الناخبين السوريين في مواكبهم السيارة، كما شهدت القوات تعاطفاً واضحاً بعد الهجوم المركّز عليها من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وتجلّى هذا التعاطف في رفض استدعاء رئيس حزب "القوات اللبنانية" إلى التحقيق وامتد هذا التعاطف إلى الموقوفين من أبناء عين الرمانة لشعور الرأي العام بالظلامة لاقتصار التوقيفات على جهة واحدة هي المعتدى عليها.

أما بالنسبة إلى التحالفات الإنتخابية فأوضحت الشخصية نفسها بأن القوات هي الأكثر انسجاماً ولا قيود على تحالفاتها كونها تحظى على تأييد واسع لدى القواعد الشعبية التي ستكون بديلاً للثورة في فرض أو رفض تحالفات انتخابية من دون مضمون سياسي وسيادي، وهذا ما يحرر القوات من عبء التحالف على القطعة سواء مع الحزب التقدمي الإشتراكي وحتى مع تيار المستقبل في بعض الدوائر الحساسة وخاصة في الجبل، أي الشوف وعاليه، نظراً لحرص قيادتَي القوات والإشتراكي على الإنسجام الشعبي الذي تتمتع به هذه المنطقة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: