بقلم عماد حداد
واقعياً لو لم تكن شعارات الثورة مطابقة أو متناغمة، مع شعارات وثوابت القوات اللبنانية، لما استطاع القواتيون الإنسجام مع الثورة، قبل أن تنقسم إلى مجموعات بدأت بمنافسة المنظومة الحاكمة، وأصبحت تتنافس في ما بينها لخوض الإنتخابات النيابية، وكي لا نقع في فخ التعميم الشمولي على طريقة "كلن يعني كلن"، نبرّئ السواد الأعظم من الثوار، ونتهم السواد الأعظم من المجموعات، التي تدّعي تمثيل الثورة والنطق بإسمها.
لسنا بحاجة لمواجهة تلك المجموعات بالحقائق، فهي فضحت تنافسها بين بعضها، وباتت معركتها تقتصر على عشرة مقاعد، معظمها في الدوائر حيث الأغلبية المسيحية، بعد أن كانت الأهداف المرسومة تنشد الإطاحة بالمنظومة، وبالتالي بدأت الأحلام الوردية وغير الواقعية تتهاوى كأحجار" الدومينو"، فيما معيشة اللبنانيين تتهاوى تحت خط الفقر وأخطاء مجموعات الثورة.
ولكن، بما أن مجموعات الثورة لا تمثّل كل الثورة، وإذا استثنينا المجموعات اليسارية الدخيلة، أين يجب أن تقف عشرات آلاف الثوار، الذين افترشوا الطرقات والتحفوا السماء لأشهر منذ "١٧ تشرين"، وأسقطوا حكومة وأرعبوا منظومة مدجّجة بالسلاح والفساد متحدين ومنفردين؟
إليكم خمسة أسباب لتكونوا إلى جانب القوات اللبنانية :
١- أنتم خارج مجموعات الثورة لأنكم رأيتم الخلل فيها، ولم تسعوا الى إستثمار ثورتكم، وأنتم تحملون شعارات الثورة، هذه هي حال القوات اللبنانية.
٢- ترفضون السلاح غير الشرعي، وتدعون الى أحادية السلاح في أيدي الأجهزة الأمنية الشرعية، تماماً مثل مطالبة القوات اللبنانية.
٣- تحاربون الفساد الذي نخر هذه الدولة حتى العظام والنخاع، والقوات اللبنانية أكدّت بالدليل القاطع في ممارستها الوزارية، أنها قادرة على تثبيت نهج الكفاءة والنزاهة، وتجاوز العقبات التي اعترضتها ولو جاءت على حساب تحالفاتها السياسية، أعطوا القوات أكثر فتعطيكم أكثر.
٤- لقد تعرضتم للإضطهاد والقمع والإعتداء من زمر همجية، وأمامكم نموذجان، جسر الرينغ وعين الرمانة، فماذا تختارون؟
٥- القوات اللبنانية لديها حيثيتها الشعبية، وكيانها التنظيمي وأجهزتها المتكاملة والحاضرة لممارسة السلطة، مقابل شتات معارضة مختلفة في ما بينها، فما هو برأيكم الخيار الصحيح؟
البديهي والمنطقي هو أن القوات اللبنانية هي الأقرب إليكم، والأقدر على تنفيذ أجندتكم الوطنية والإصلاحية، والإنتخابات المقبلة باتت على الأبواب، خوضوها اقتراعاً لصالح مشروع القوات، لأن البديل هو بقاء الأمور على حالها، لا بل إلى الأسوأ، أما اختلاف الآراء في شأن شكل النظام، فمن الضروري تأجيل هذا البحث كي نتأكد أولاً أن بلدنا باق، ولنختلف في ما بعد على شكل النظام.
هذا هو الرأي الأنسب، ما ليس مناسباً هو الإنكفاء، لأن مجموعات الثورة خذلتكم وخذلتنا، ومن له كلام آخر فليطرحه، وللبحث صلة.