في 21 تشرين الثاني 2006 اعتقدوا أنهم قتلوا الحلم، بإغتيال قائد معطاء محّب يزرع الفرحة اينما حل، ويعطي الامل بلبنان جديد لكل الشباب، حلمَ بوطن سيّد حر مستقل، لكن ايادي الغدر إستطاعت ان تقضي على امله، في ذلك التاريخ الحزين من عمر لبنان .لذا ليس صدفة ان يستشهد النائب والوزير بيار الجميّل عشية الاستقلال، الذي طمح لتحقيقه وإستشهد من اجله، بحيث اصبح ذلك اليوم مناسبة حزينة هوَت خلالها أرزة لبنانية شامخة، باتت من ابرز رموز انتفاضة الاستقلال الثاني وثورة الارز، على ايدي الغدر في عملية ارهابية نفذت بدم بارد، ولم تعرف هوية منفذيها لغاية اليوم، اقله في العلن... هذه الذكرى اصبحت ملوّنة بالعنفوان، وبدماء بيار العنوان الاساسي لاستذكار المقاومين، الذين سقطوا دفاعاً عن لبنان، فأصبح 21 تشرين الثاني تحية تختصر الوفاء والإكبار لهؤلاء جميعاً .بيار... ذلك الشاب الواعد استطاع دخول الندوة البرلمانية في العام 2000، رافعاّ لواء التحديّ، فناضل وعمل في المجلس النيابي، مسجّلاً اعتراصات لم يكن لاحد ان يُعلنها انذاك، بعدها دخل أرجاء وزارة الصناعة، ومعه تعلمنا حبنا للصناعة اللبنانية، من خلال قوله الشهير" بتحب لبنان حب صناعتو".اليوم نسترجع ذكراه ال 15 فإذا به الشهيد الحاضر دائماً، لان كلماته ما زالت تصدع في الارجاء :"حان الوقت ليعمل كل واحد فينا من دون ان يقول في غيري بيعمل عني ، بحّملكن امانة خلوا عيونكم سهرانة على الوطن، وخلوا نظراتكم قوية بوجه الآخر لتكسر المخرز يلي ناوي يشكوا فيكن، وإلا خسرنا بلدنا وضاع منا".هذا قليل من توصياته الكثيرة التي اصبحت نهجاً، فحامل قضية لبنان لن ينطفىء حلمه بعد 15 عاماً على الغياب ، انه قدر الاحرار... سنوات مرت كاللحظات وبيار ما زال هنا، نستذكر كلماته المدوّية التي خطّها على مدى سنوات، فكانت نشيداً للحرية، ومواقفه اصبحت متراساً بوجه كل الساعين الى إخضاع لبنان وخنق حريته ، لن ننسى شعلته المضيئة للثورة ،التي تؤكد بأن الأرض التي أنبتت سنابل حق لا بد ان تنبعث منها إشعاعات الامل، وقدر الاحرار ان يكونوا دائماً قرابين فداءً عن لبنان.
