يبدو رئيس الحكومة نجيب ميقاتي متفائلاً اكثر من اللزوم، او على الاقل يتظاهر بذلك، بعد نيله الدعمين الاميركي والفرنسي، لكن بالكلام فقط، تبعه دعم فاتيكاني في الامس، خرج بعده ميقاتي ليرفع علامة النصر، ببقاء حكومته في الساحة وعدم إستقالتها، لكن أين التنفيذ كي تستطيع هذه الحكومة الصمود فعلياً وليس بالكلام، خصوصاً انها غير قادرة حتى اليوم على جمع وزرائها لبحث اي ملف، فيما الملفات تتراكم وتكاد تسقط الحكومة في الشارع، على وقع الجوع الذي دخل بيوت اكثرية اللبنانيين، والقسم الباقي منهم لن يستطيع الصمود، في ظل تحليق الدولار نحو سقف غير مسبوق.
الى ذلك يمكن إختصار الدعائم السياسية الخارجية التي تلقاها ميقاتي، ببقاء حكومته لإجراء الانتخابات النيابية في الموعد المحدّد لها، من دون أي تفكير بالتمديد لمجلس النواب، لانّ هذا مرفوض بقوة من قبل دول القرار، مع ضرورة ضبط وضع لبنان الامني والحفاظ على الاستقرار، وآخر ما تلقاه من قداسة البابا فرنسيس، هو التشديد على إحياء مقومات العيش المشترك بين اللبنانيين، لانّ ما يعنيه هو الوضع اللبناني ككل، مع اشارته الى إمكانية نجاح وساطته لدى دول الخليج لحل هذه الازمة المستعصية مع لبنان، الامر الذي اطلق العنان لتفاؤل رئيس الحكومة، من نجاح الزيارة التي طلبها هو للقاء البابا ، نظراً لما يتمتع به الاخير من نفوذ ديني يساهم في إنجاح وساطاته، وهي تأتي في توقيت زمني لافت، يلتقي مع مفاوضات اقليمية ودولية، خصوصاً عشية استئناف مفاوضات فيينا، حول الملف النووي الإيراني في 29 الجاري، إضافة الى لقاء مرتقب بين البابا والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، وبالطبع سيكون الملف اللبناني حاضراً بقوة بينهما، مع الامل بأنّ تخرق هذه المحادثات ولو ثغرة امل في الجدران اللبناني المقفل.
