مواقف صلبة وتأييد عارم ...لمن؟

مواقف صلبة وتأييد عارم ...

بقلم عماد حداد

لا يحتاج المرء أن يكون قواتياً كي يزهو بالإنجازات السياسية، الوطنية والشعبية التي تحققها القوات في أرض خصبة زرعتها مواقف صلبة وحصدت منها تأييداً عارماً.

آخر نصر كاسح حققته "القوات اللبنانية" جاء توقيعه بقلم طلابها الذين حصدوا نسبة ٩٠% في الإنتخابات الطالبية التي جرت من حرم جامعة سيدة اللويزة، ولم يكن كلام رئيس الحزب سمير جعجع عبثياً أمام الطلاب الفائزين الذين زاروه في معرابه حين اعتبر أن هذا الإنتصار القواتي هو انتصار للثورة، على اعتبار أن نسبة ٩٠% لا تمثّل حصراً طلاب القوات بل تشمل طلاباً لا ينتمون إلى أي من الأحزاب وهم جزء من ثورة "١٧ تشرين" الذين بايعوا القوات وطلابها نتيجة الثقة بالمسار المبدئي الذي تنتهجه القوات ويلاقي فكر السواد الأعظم من الثوار الذين التقوا مع طلاب القوات في شوارع الثورة وعادوا والتقوا في باحات الجامعات.

وما مارسته القوات في رفضها للتعاون مع الطبقة السلطوية مقابل حفنة من المناصب، لم يختلف عن تعاطيها مع مجموعات الثورة برفض القوات القبول بمنطق الرضوخ الأعمى لها مقابل سحبها من منطق "كلن يعني كلن"، ولم يطُل الزمن حتى تأكد للرأي العام بأن القوات "مش منن" رافضاً شمولية مجموعات الثورة والأحزاب والشخصيات التي التحقت بها وقد ساهم نهج المحاصصة الذي وقعت تلك المجموعات في فخه في تبييض صفحة القوات من هذه الآفة السلطوية.

تابعت "القوات اللبنانية" مراكمة أوراق القوة واضعة نصب عينيها أن "يصح الصحيح" في نهاية المطاف فيعلن قرب نهاية أزمة وبدء أزمنة الإصلاح والشفافية والحكم الرشيد وفتح الملفات التي كانت القوات أول من حذر منها لناحية التدقيق بحسابات مصرف لبنان على لسان النائب جورج عدوان، والخطوات الإصلاحية والحكومة الألكترونية التي طالب بها وزراء القوات وعلى رأسهم نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني، وصولاً إلى ضرورة اتخاذ خطوات بالتنسيق مع البنك الدولي التي عرضها وزير العمل القواتي آنذاك كميل أبو سليمان والتي من شأنها لو تم الأخذ بها تدارك الإنهيار الحاصل بخطوات تبدو اليوم "شربة مي".

هذه الخطوات السياسية والإقتصادية القواتية التي لمس اللبنانيون مساوئ عدم الأخذ بها عوض أن يعاينوا منافع اعتمادها في حينها لولا عملية الخداع التي مارستها المنظومة وإخفاء حقيقة الأزمة عن الشعب. ساهم وزاد من الثقة بالقوات تصدّي أهالي عين الرمانة للغزوة التي تعرّضت لها شوارعها قبل ان يتولى الجيش اللبناني صدّ المهاجمين.

هذه العوامل وخاصة خلال مشاركة القوات في السلطة، أدرك اللبنانيون متأخرين بأن حكيم القوات يضع إصبعه على الجرح لمعالجته لا لنكئه، وبأن الحقيقة الصعبة والمرّة وضرورة معالجتها التي تجاهر بها القوات أفضل من ألف كذبة مخادعة لتجميل الواقع الأليم.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: