“البعث” ورمزية عرسال

IMG-20211226-WA0001

لطالما عاشت عرسال تحت وطأة واقعها الجغرافي الحدودي مع سوريا وبعدها عن العاصمة بيروت 122 كلم، واقعها الديمغرافي كبلدة سنية في بحر يطغى عليه اللون الشيعي وواقعها الطبيعي حيث يغلب التصحّر والجفاف على اراضيها. كما لطالما شكّل تهريب البضائع مع سوريا شرياناً منعشاً للبلدة المنهكة إقتصادياً ومعيشياً. هذه العوامل مجتمعة يجب الأخذ بها لفهم البعد السياسي فيها. قبل العام 2005، كان العراسلة مؤيدين لأحزاب الحركة الوطنية والمنظمات الفلسطينية، كما كان هناك ارتباط لبعضهم مع النظام السوري وجيشه المحتل وحزب “البعث” حيث شكل البحث عن غطاء للتهريب أحد الدوافع لذلك. لكن مع إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005، خرجت عرسال من قمقم القلق الجغرافي والديمغرافي وشكّلت رافداً اساسياً لـ”ثورة الارز” وخزاناً بشرياً لـ”تيار المستقبل”. ثم مع إندلاع الحرب السورية في 15 آذار 2011، دفعت عرسال ضريبة فوضى مقاربة الدولة اللبنانية لملف النزوح السوري من جهة والتغلغل الداعشي في الجرود وتداعياته من جهة أخرى. اليوم في ظل “الوقت السني الضائع” والواقع الضبابي الذي يعيشه تيار “المستقبل” و”الترهّل” التنظيمي، شهدت عرسال افتتاح مكتب لـ “حزب البعث العربي الاشتراكي” برعاية امينه القطري الجديد علي حجازي الذي أعلن انهم تعمدوا ان يكون باكورة لإفتتاح 12 مكتباً على الساحة اللبنانية. حجازي اعلن انهم سيشكلون “مرجعية صالحة لحل مشاكل عرسال بما فيها ملفات املاك او موقوفين في سوريا”.مصدر عرسالي توقف عند نقاط عدة في الزيارة وفندها قائلاً: “من حيث الشكل، المركز الذي فتح لـ”البعث” يقع في أطراف البلدة بعدما كان قبل الانسحاب السوري عام 2005 في وسطها. كما ان الحضور كان خجولاً نسبياً وقد استعان البعثيون بـ”سرايا المقاومة” للحشد. كذلك، لا صحة لما تحدث عنه “البعث” عن حضور مخاتير البلدة واعضاء من المجلس البلدي بل الأمر إقتصر على مختار من اصل 16 في عرسال معروف بإنتمائه لمحور الممانعة”.تابع المصدر: “إبتزاز “البعث” لوجع الناس وتعهده بحل ملفات أملاك أو موقوفين في سوريا لن يجدي نفعاً. فلو أراد العراسلة ذلك للجؤوا الى أحضان “حزب الله” وإنضوا بشكل اكبر في سرايا المقاومة”. أما عن حديث حجازي عن “ان سوريا ويد قائد سوريا ممدودة لكم بعيدا من الخطابات المذهبية والطائفية ومن محاولات سلخ عرسال عن محيطها، ولمن لم ينخرطوا بلعبة الدم والإرهاب نقول إن أبواب سوريا مفتوحة أمامكم”، فجزم المصدر: “لن ينطلي الأمر على أحد. الأجدى ببشار الاسد مد اليدّ لشعبه اولاً وتسهيل عودة النازحين السوريين الذين يشكلون عبءاً على عرسال الى ديارهم. كما أن عرسال بلدة لبنانية وأي حل يجب ان يمر عبر دولتها وإلا إعتبر سلخاً عن وطنها”.ختم المصدر: “أي رهان على النفاذ من وضعية “المستقبل” الضبابية لن يجدي نفعاً. أهل عرسال دفعوا الثمن غالياً أكان في مرحلة الوجود العسكري السوري في لبنان أو جراء الجيرة الحدودية معه ولن يضللهم كلام حجازي”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: