" ميني" حوار وداعي مع ألغام سياسية

صور-علم-لبنان-1-1200x675

بعد جلسات حوار ماراتونية على مدى مراحل من الزمن، مروراً بحوارات سنوات العهد الحالي، الذي ترافق مع عدد منها كانت لزوم ما لا يلزم، ولانّ المكتوب عادة يُفهم من عنوانه، فبالتأكيد لا نفع لهذه الطاولة اليوم التي لطالما جمعت الاضداد من دون اي خاتمة سعيدة، لكن اليوم مَن ستجمع؟، في ظل وجود لاعبين على حافة الهاوية، يعرفون ماذا يفعلون، ومع ذلك يتابعون عرقلتهم لإنتشال وطن مثقل بالهموم والمصاعب والمآسي، بفضل سياساتهم الخاطئة.وفيما البيت اللبناني ينهار بشكل كبير ومتواصل، تبدو دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون الى رؤساء الكتل النيابية وبعض رؤساء الأحزاب، للمشاركة في طاولة حوار قبل اشهر من نهاية العهد، مفاجآة كبرى ليست في محلها، في وقت تدور فيه الاشتباكات على جميع محاور اهل السلطة، التي تسير بين ألغام بعضها، فهنالك التناحر على الصلاحيات المتعلقة بفتح دورة استثنائية للمجلس النيابي، ودعوة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لعقد جلسة لمجلس الوزراء، لمناقشة مشروع قانون الموازنة، التي يقرّر أمرها الثنائي الشيعي مع شروطه المتكرّرة، امام اي امل بفتح ثغرة في باب السراي الحكومي المقفل والموصد بإحكام، الامر الذي يطرح اسئلة عن دور ذلك الحوار وسط هذه العقبات؟، مع ما سبقها من عرقلة منذ تشكيل الحكومة التي وُلدت بأعجوبة .الى ذلك وفي حال بقي رئيس الجمهورية سائراً في دعوته هذه، في ظل غياب المكونات الاساسية فيها، بحيث طغى الرفض على المشاركة، بدءاً بالمكوّن السياسي الابرز على الساحة المسيحية، اي القوات اللبنانية التي اكدت رفضها حضور اي حوار لا يفيد، مروراً بإعتذار زعيم السنّة الرئيس سعد الحريري، وقبول رئيس الحكومة المشاركة بصفته الرسمية، وليس كممثل عن الطائفة، مع تأرجح قبول رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ومشاركة رئيس المجلس النيابي نبيه بري بصفة رسمية ايضاً، على ألا يغيب سجاله مع الرئيس عون، حول ما ورد في جدول اعمال طاولة الحوار، اي إقرار اللامركزية المالية الموسعة، التي سيتصدّى لها برّي تحت عنوان " تعارضها مع اتفاق الطائف". هذا المشهد الحواري وإن تحقق، سيُشكل إستفاقة متأخرة جداً، على بعد اشهر من انتهاء عهد حافل بالسجالات والانقسامات، وغياب الانجازات والوعود، لذا لن يعوّض اي شيء، بل سيزيد الطين بلّة، لانه سيكون" ميني" حوار وداعي مع ألغام سياسية.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: