"القومي" والكذبة "الفضيحة" في بيانه الرسمي

1200px-Flag_of_the_Syrian_Social_Nationalist_Party.svg

إعتاد اللبنانيون على احتراف بعض الأطراف السياسية تبرير تراجعها عن مواقفها أو خطواتها عبر ابتداع الحجج والاعذار، لكن ثمة أطراف تبلغ بها الوقاحة حد "إستغباء" اللبنانيين بإدعاء مواقف مناقضة لحقيقة أفعالها ولم يمرّ عليها الزمن.

هذا ما عمد إليه "الحزب السوري القومي الإجتماعي" في بيانه الصدر في ١٥/١/٢٠٢١ الذي يحذر فيه من انحدار لبنان الى فوضى الحرب الاهلية، اذا جاء فيه حرفيا: " (…) حكومة الرّئيس نجيب ميقاتي، حكومة المصارف المقنّعة والعاجزة منذ اليوم الأوّل عن القيام بأيّ خطوة إنقاذيّة، والّتي رفض الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ تكليف رئيسها كما رفض تكليف الرّئيس سعد الحريري قبله…".

يدعي "القومي" اليوم انه لم يسم الحريري حين كُلف في ٢٢/١٠/٢٠٢٠!!! لكنه متلبس "بالكذب المشهود". جميع اللبنانيين تابعوا في ذاك اليوم رئيس كتلته النائب اسعد حردان مباشرة عبر هواء الشاشات يعلن باسم "الكتلة القومية الاجتماعية" تسمية الرئيس سعد الحريري لتأليف الحكومة، قائلاً: "كررنا قلقنا على مصير البلد على المستويات كافة. شبعنا من توصيف الوجع ونريد حلولاً. إن البلد في فراغ. مطلبنا تأليف حكومة في أسرع وقت، تضع الملف الاجتماعي على قائمة الحلول. الإصلاحات ضرورية لكن الأمن الاجتماعي ضرورة أكثر، لذلك سمينا سعد الحريري لتحمل المسؤولية".

بعدما كان حزب "انطون سعادة" عقائدياً في نشأته - بغض النظر عن عنصرية طرحه ومدى قابليته للحياة وعن توسله الدموية والانقلابات لتحقيقه- انتهى اليوم زوبعة بأضلع عدة:

١- بندقية للإجار في زمن الحرب - لم تقتصر على الاخرين بل حتى داخل البيت القومي الواحد - ويسود انطباع في زمن السلم انه حزب " الخلايا الامنية".
٢- حزب علماني ملحق بحزب ديني ومحور طائفي.
٣- مواقف "غب الطلب" تتناقض احياناً كثيرة مع طروحات زعيمه.
٤- نواب ودائع أو "جوائز ترضية" بأصوات الآخرين - إلا في الكورة حيث يملك ثقلاً انتخابياً وإن كان بعيداً عن الحاصل.

من هنا، سمى "القومي" الحريري في عام ٢٠٢٠ بايعاز من "حزب الله" - الذي بقي متعففاً عن التسمية بالمباشر - من أجل تأمين الاصوات الكافية لتكليفه.

في الاحزاب العقائدية، تطغى المواقف المبدئية على الحسابات السياسية، لكن حين يحدث العكس تتحول هذه الاحزاب الى أوراق بلا هوية وزوبعة في فنجان.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: