"حزب الله" يصوّب... فهل تتنبّه "17 تشرين" ؟!

1048984238_0_160_3073_1888_1920x0_80_0_0_439690a8986e0108347415e74c04e27e (2)

كأن البلاد كانت غارقة بالنعيم في 12 تشرين الاول 2021 حين قرّر الثنائي "حزب الله – أمل" خطف الحكومة مطالباً بفدية هي "قبع" المحقق العدلي في إنفجار 4 آب القاضي طارق البيطار، ليتفاجأ اليوم في 15 كانون الثاني 2022 بـ"تسارع الاحداث وتطور الأزمة الداخلية سياسياً واقتصادياً إلى مستوى غير مسبوق" فيعلن الموافقة على حضور جلسات مجلس الوزراء "استجابة لحاجات المواطنين الشرفاء وتلبية لنداء القطاعات الاقتصادية والمهنية والنقابية" ومنعاً لاتهامه "الباطل" بالتعطيل!!!

بعضهم ربط الأمر بصفقة داخلية تعثرت في السابق وتيسرت اليوم وستتظهّر معالمها تدريجياً والبعض الآخر رأى فيه مؤشراً الى أن "زمن الاول تحوّل" و"حزب الله" لم يقوَ على "قبع" قاض. بعضهم ربط الأمر بمتغيرات دولية أكان مسار الحوار في فيينا و"كلمة السر" التي أعطيت أو تسارع تقهقر الحوثيين في اليمن والبعض الآخر رأى فيه مؤشراً عن حسن نية الثنائي تجاه تفاوض لبنان رسمياً مع صندوق النقد الدولي عشية الجولة المرتقبة في الحادي والعشرين من الشهر الحالي.

أياً يكن الأمر وبعيداً عن التكهنات والتحليلات، فالثابت من حيث الشكل أنه فصل جديد من "إستغباء" اللبنانيين عبر حجج واهية للتنصل من مسؤولية التعطيل ولتغليف قرار "الثنائي" بالحس الوطني والانساني. أما من حيث المضمون، فإنه تأكيد المؤكد أن لبنان مخطوف من "حزب الله" الذي يسيّره وفق مواقيته وأجنداته ووضعياته.

فصل "إستغباء" اللبنانيين إكتمل بموقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المهلل إذ إعتبر أن بيان "الثنائي" بشأن العودة الى المشاركة في جلسات مجلس الوزراء يتلاقى مع الدعوات المتكررة التي اطلقها لمشاركة الجميع في تحمل المسؤولية الوطنية!!!

"الثنائي" صادر وضع جدول أعمال مجلس الوزراء، فإشترط ربط حضوره جلسات مجلس الوزراء بتلك المخصصة لإقرار الموازنة ومناقشة خطة التعافي الاقتصادي وكل ما يرتبط بتحسين الوضع المعيشي والحياتي للبنانيين، وميقاتي تلقف الشروط فأعلن أنه لن يدعو مجلس الوزراء الى الانعقاد إلا فور تسلم مشروع قانون الموازنة من وزارة المال!!!

مشهدية خطف لبنان التي تكرست مرة جديدة عبر قرار العودة للحكومة وفق مواقيت "الحزب" تزامنت وتكاملت مع إعلان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم النفير العام بوجه كل من تسوّله نفسه السعي لفك أسر بلاد الارز إنطلاقاً من الانتخابات النيابية المقبلة.

أما المستهدف فهو من يتجرأ من الافرقاء السياسيين على التصدي لمشروع "الحزب" وفي طليعتهم كقوة وازنة "القوات اللبنانية" – وربما الوحيدة - بعدما زرع الزّعر في نفوس بعضهم وروّض البعض وأغرى وأغرق البعض الآخر بالمكاسب الى جانب المنظمات غير الحكومية التي نجت من خرق الحزب أو الترويض.

تهم "العمالة لأمريكا" و"قبض الاموال منها" و"الاستعداد بالمال الانتخابي من أجل تغيير الوضع بما يناسب أميركا" كانت جاهزة. قاسم الذي إعتبر "القوات" وجه السحَّارة بين خصوم الحزب راح يتحدث عما أسماه تاريخها الإجرامي ونَهَمها للسلطة "حتى ولو كلَّفت القتل والدماء والمجازر بين أبنائهم وإخوانهم في المنطقة الواحدة" وهو كاد من كثرة حماسته أن يتهمها بمعارك الليلكي وإقليم التفاح وبتصفية ضبط الجيش في البقاع وكذلك كوادر الحزب الشيوعي وبخطف الطائرات وقتل الرهائن!!!

قاسم ختم بالقول: "لاقونا في الانتخابات ولتقل الصناديق كلمتها". فهل تتعظ بعض مجموعات "17 تشرين" التي أدرجها تحت خانة المنظمات غير الحكومية وتتوقف عن شراكتها مع قاسم ثقافة التخوين و"الأبلسة"؟! هل ستعي جوهر المشكلة وأن حقيقة المعركة مع مشروع "حزب الله"؟! هل ستدرك ان ما سيفرح "الحزب" أن يلاقيها الى صناديق الاقتراع مشرذمة وإن توحدت فبفاعلية محدودة ما لم تتضامن مع "وجه السحارة" السيادية ورأس حربها "القوات اللبنانية"؟! أم ستنتظر صناديق الاقتراع وتقف على أطلالها قائلة "قتلت يوم قتل الثور الأبيض"؟!

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: