هاشمية.. صديق الرئيس الصدوق: لا بديل عن سعد الحريري

هاشمية.. صديق الرئيس الصدوق: لا بديل عن سعد الحريري

لم يتّضح المشهد الإنتخابي بعد في العاصمة بيروت كما في أكثر من منطقة لبنانية، بانتظار ما سيعلنه الرئيس سعد الحريري، في الأيام المقبلة، لجهة الإنخراط في المعركة الإنتخابية النيابية المقبلة وفق لوائح خاصة بتيار "المستقبل" ومن خلال تحالفات مع قوى سياسية فاعلة في كل الدوائر الإنتخابية على امتداد مساحة لبنان.وقد حرّكت عودة الرئيس الحريري إلى بيروت، مياه الإستحقاق الإنتخابي الراكدة بانتظار ما سيفجّره الحريري من مفاجآت، فيما تزاحمت القراءات مع السيناريوهات التفاؤلية كما التشاؤمية بالنسبة لمستقبل التيار الأزرق وللزعامة البيروتية والبديل عن الحريري داخل البيت السني وذلك قبل الزعامة والحضور في السلطة.وتقود هذه القراءة إلى توصيف الواقع الحزبي لتيار "المستقبل"، الذي سيكون المتلقّي الأول والرئيسي لأي موقف سيصدر عن رئيسه، فالعزوف أو المشاركة في الإنتخابات النيابية المقبلة، سيرسم معادلةً جديدة، يتمايز فيها كل مسؤول أو حزبي في التيار الأزرق، بعدما تكرّست في السنوات الماضية طبيعة كلّ من وقف في محيط الرئيس الحريري،وإلى جانبه، بين من ركّز على الزعامة ووصل إليها، ومن اشتغل لمنصب في الإدارة والمؤسسات ووصل أيضاً، وبين من استغلّ الموقع لتحقيق الثروات الضخمة ونجح في تحقيق هذا الهدف ولو على حساب "المستقبل"، وصولاً إلى الحزبيين الذين سعوا إلى موقعٍ نيابي ونجحوا.في المقابل، بقي مسؤولون في التيار الأزرق، يعملون بصمت وفي موقع ٍ محايد، تحت عنوان لمّ الشمل دائماً داخل الحزب الواحد والبيت الواحد من جهة وإنماء ومساعدة بيروت وناسها من جهة أخرى. ومن بينهم أحمد هاشمية، والذي برز اسمه في الحملة الإنتخابية لتيار "المستقبل" في العام 2018،وظهر كصديقٍ شخصي للرئيس سعد الحريري منذ سنوات وكان مع العائلة في المملكة العربية السعودية لفترة طويلة، مع العلم أن هاشمية شكل رافعة على لائحة "المستقبل" في الإنتخابات الأخيرة في دائرة بيروت الثانية، وكان من أشدّ الداعمين تمويلاً وحشدا شعبيا للائحة ولشخص الحريري. وبعد الإنتخابات الأخيرة،كلّفه الحريري بتنظيم شؤون حضور التيار في العاصمة وكان الممثل الشخصي له في بيروت، وعمل على هذا الاساس لاستنهاض العديد من الكوادر المنكفئة، وأنجز تفعيل عدة جمعيات كانت تدور في فلك "المستقبل" وعلى رأسها "جمعية بيروت للتنمية الإجتماعية"، والتي كان أسسها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وشكّلت الجناح الإجتماعي للحريرية السياسية، فبادر إلى العمل الإجتماعي وإلى تأمين الدعم لأهالي العاصمة خلال أزمة كورونا عبر  تأمين الإستشفاء واللقاحات بالإضافة إلى الدعم المعيشي. وكذلك سعى خلال أزمة الحرائق في عكار إلى تأمين المساعدات والمأوى للأهالي الذين تضررت منازلهم وإلى دعم جرحى انفجار التليل ومساعدة العائلات المنكوبة بانفجار خزانات الوقود الكارثي، وصولاً إلى العمل الإجتماعي في طرابلس وفي البقاع الغربي وذلك بإسم الرئيس الحريري وليس تيار" المستقبل".وإزاء تعاظم حضور هاشمية والتفاف معظم جمهور "المستقبل" في بيروت وخارجه حوله، بات يمتلك نفوذاً داخل التيار، على الرغم من أنه كان على الدوام يحرص على تحييد نفسه عن أية شؤون حزبية تنظيمية، لأنه يعمل لشخص الحريري انطلاقاً من قناعته بأنه "إذا كان الرئيس الحريري بخير فإن التيار وجمهوره بخير". ولذلك تعرّض لما يشبه الحرب من داخل صفوف "المستقبل" ونشبت خلافات بينه وبين الأمين العام احمد الحريري، الذي يُعتبر الرجل الأقوى بعد الحريري، ممّا أدى إلى حالٍ من الشرذمة العامودية داخل التيار وبيئته خصوصاً في بيروت، وهو ما دفع الحريري الى تدارك الأمور. ولكن الخصومة بين الأحمدين بقيت، رغم كل محاولة جمعهما في صورة واحدة.وانطلاقاً من هذا الواقع، فان هاشمية اليوم، مستمرٌ بعمله الإجتماعي وانما بصمتٍ أكبر وفاعلية أكثر ودائماً خارج أي إطارٍ تنظيمي لتيار "المستقبل" وإيماناً منه بأنه لا بدّ من أن يكون سعد الحريري كزعيم وخطٍ سياسي حاضراً بين جمهوره، ولذا يعمل عبر "جمعية بيروت للتنمية" وعبر جمعيات صديقة ورديفة ، إذ يصح القول أن هاشمية، منفذ الحركة التصحيحية والإجتماعية لما تبقى من المؤسسات الحريرية وإعادتها إلى الطريق الصحيح .وفي هذا الإطار ، علم أن المشاريع للعام ٢٠٢٢ التي تتم بالتعاون مع الصناديق والمؤسسات الدولية، تقدر بملايين الدولارات، من دعم المشاريع الصغيرة والإستشفائية والتعليمية.وعلم أنه بدأ التحضير لإعادة مؤسسة خريجي الحريري، إلى الواجهة مجدداً وإعطائها دورها في المرحلة المقبلة، بالإضافة إلى سلسلة من مراكز الرعاية الإجتماعية والصحية بإقليم الخروب وبيروت والبقاع والشمال، حيث الحصة الأكبر من المشاريع التعليمية والزراعية مخصصة لمنطقة عكار. يقوم هاشمية بمهامه هذه، بعيداً عن الاضواء، ممّا جعله منكفئاً ربما على المستوى الإعلامي، وذلك التزاماً بصداقته الشخصية بالحريري وبعيداً عن أية اعتبارات، بعدما قيل إنه يملك طموحاً للترشّح في بيروت أو حتى ترؤس لائحة بإسم سعد الحريري وهو أمر غير صحيح، لأن هاشمية هو فقط ظلّ سعد الحريري سياسياً واجتماعياً ولن يكون بديلاً عنه.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: