شربل نحاس، الوجه التحريضي المندس في الثورة

Screen-Shot-2016-04-24-at-3.34.42-PM-412x400

بقلم عماد حداد

يشكّل الوزير السابق شربل نحاس أحد الوجوه النافرة التي لا تنسجم مع فكرة الثورة الهادفة للتغيير نحو الأفضل بخلفيته اليسارية وواجهته العنفية والتدميرية لكل ما هو قائم بسيئاته وحسناته ولعله يتحمّل القسط الأكبر من أحداث العنف التي أجهضت الثورة وشوّهت الفكرة الحضارية المنفتحة والجامعة شعبياً ووطنياً التي قدّمتها الثورة في بداياتها.

متابعة مسيرة الوزير السابق شربل نحاس توحي بأنه وديعة المنظومة الحاكمة بقناع ثوري، كما أنه يزايد على "حزب ا ل ل ه" في هجومه على نمط حياة اللبنانيين، والأهم أن موقفه من الدول العربية يتجاوز موقف الحزب سوءاً بوصفها بحسب ما جاء على لسانه حرفياً في إحدى لقاءاته المصوّرة "دول شحادين أو مستعمرات لقواعد عسكرية، وبأن اللبنانيين لن يكونوا شحّادين في تلك الدول"، السيد نصرالله وصفهم بالرهائن ، ومأخذه الوحيد على "حزب ا ل ل ه" هو كونه شيعياً وحلمه أن يعمم هذه التجربة على جميع الطوائف، حتى لا يبقى للبنان ما يربطه بمحيطه العربي القريب والمجتمع الغربي خلف البحار.

نموذج شربل نحاس التيئيسي يشكّل خللاً ووصمة خراب سواء كان في السلطة أو في الثورة، وهذا النمط العبثي قد يكون قادراً على الهدم مخاطباً الغرائز ومستغلاً الأخطاء والفساد وتراكم الأزمات فينمو في وحولها كالطفيليات، ولكنه حتماً غير قادر على تقديم البديل لإنعاش اقتصاد البلاد ولا يختلف في أسلوبه الشمولي عن نهج المنظومة في إخضاع اللبنانيين لواقع الأمر السيء باختيارهم، عوضاً عن الأمر السيء المفروض عليهم.  

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: