في ظل المشهدية التي تؤمن اليوم أن كافة المجموعات الثورية التي إدعت الإستقلالية ومحاربة الفساد هي التي ستكون قوى التغيير في الإنتخابات القادمة، تعتبر مصادر متابعة للمشهد الداخلي في البلد أنه عندما تأخذ الثورة خطاً وتحالفاً إنتخابيًا مع رموز التقليد والرأسمالية بدون أن يقدم نموذجاً جديداً من التحالفات، "عندها يكونون قد أنهوا بأنفسهم آخر أمل بولادة جيل سياسيّ جديد، وعندها يكون الأفضل هو اعتماد الأحزاب السيادية القائمة، على مواجهة مشاريع الإلحاق والتجويع"، ويضيف المصدر لموقع LebTalks أنه على الثورة تقديم أسلوب حكم وحوكمة مختلفين وجديدين، وألا ترضى على نفسها الدخول في زواريب التحالفات مع التقليدي والقديم "وإلا لتترك الثورة الساحة لمن تعوّد قبلها من أحزاب سياسية على الثورات والمقاومة من أجل السيادة".
وفي السياق يقتبس المصدر تعريفاً من الفيلسوف "توماس هوبز" عن الدولة "السلطان الاقوى بين الأقوياء أو هكذا يفترض أن تكون فيما هي حصيلة الأقوياء الذين يسلمونها زمام قوتهم منعاً للإقتتال وأعمال شريعة الغاب الغريزية"، ويرفقها بالقول "واليوم ما نعيشه في لبنان مع إضعاف للدولة على حساب القوة المادية لفريق على فريق، هو مشروع إما حرب اهلية أو انفصال".
