لا شك في انّ دار الفتوى كانت وستبقى رمزاً للاعتدال السنيّ، فهي المرجعية الدينية التي تقف سدّاً منيعاً امام اي محاولة لإثارة الفتن الطائفية والمذهبية، اذ تقوم دائماً بإحياء الاعتدال الاسلامي، وتساندها في ذلك مدرسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري السياسية، والتي ورثها الرئيس سعد الحريري وعمل على نشر شعاراتها في أرجاء تيار المستقبل، الذي سار على خط " لبنان اولاً "، اي الشعار الذي لطالما نادى به السياديون في لبنان، وسيبقون على هذا الدرب مهما عصفت الرياح الخارجية بلبنان، لان البوصلة لن تضيع، والاعتدال سيبقى سائداً، وسياسة الرئيس سعد الحريري لن تغيب، مهما كان قراره وعزوفه عن خوض الانتخابات النيابية.واليوم كان للمفتي دريان موقف مشرّف اعلنه بعد خلوة عقدها مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أراح بعدها كل اهل الطائفة السنيّة الخائفين على مصيرهم السياسي والوجودي، مع إعلانه انّ الانتخابات النيابية ستجري في موعدها، ولن يدعو الى مقاطعتها، وهذا يعني انّ كل محاولات البعض لن تتحقق، ولن يغيب طيف المدرسة الحريرية عن لبنان، مهما طال الغياب والبعد، وفي النهاية لا يصّح إلا الصحيح.
