في الوقت الذي نقل فيه وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، الرد اللبناني الى الكويت، تجري دراسته من قبل الجهة الخليجية، ليُبنى على الشيء مقتضاه، فيما تغيب فرص التوصّل الى نتيجة ايجابية، لانّ الرد حوى الكلام المنمّق والحريص على العلاقات مع دول الخليج، مع ضرورة التنسيق لمكافحة تهريب المخدرات، من دون الاشارة الى موقف واضح من القرار 1559، ووجوب حصر كل سلاح على الأراضي اللبنانية بيد الدولة، لكن ومع الاستعانة الدائمة بسياسة الهروب، جرت صياغة الرد من قبل الجهة التي نقحّته بشطارة زائدة . ما يؤكد عدم التوصّل الى حل ، فدول الخليج لن ترضى بالغزل السياسي وبكلمة " اشقاء" لانها لم تعد تفيد.
وفي هذا الاطار، أجرى موقع LebTalks اتصالاً بالاستاذ الجامعي والباحث السياسي الدكتور مكرم رباح، للتعليق على الرد اللبناني والموقف الخليجي منه، فقال:" لا اعتقد بأنّ الطرف الخليجي سينظر فعلياً الى الرد، الذي يتضمّن التذاكي والهروب، فيما الرسالة التي وجهوها الى المسؤولين اللبنانيّين واضحة، فهي طلبت من الدولة ان تتصرّف كدولة قوية وفاعلة، لكنها قرّرت ان تكون مخطوفة من حزب الله بإرادتها ومع تبرير سياسي، وهذا يذكّرنا بأيام الاحتلال السوري للبنان، حيث كان الافرقاء اللبنانيون يطبّقون القرارات تحت مقولة " ليس لدينا قدرة".
وأشار الى انهم قاموا بصياغة الرد بعيداً عن مجلس الوزراء، الذي كان من الاجدى ان يجتمع لبحثه ومناقشته، مع تسجيل اعتراض وزير حزب الله، فيما بدت الطبقة الحاكمة موافقة و" فرحة " بسلاح حزب الله، الذي يعطي لها التبرير لعدم تنفيذ الصلاحيات المطلوبة، وهذا يعني تحالف السلاح مع الفساد.
ورداً على سؤال حول التداعيات المرتقبة، إعتبر رباح بأنّ الشعب اللبناني لا يزال يتأمل بمساعدة مادية للبنان من قبل الدول الخليجية، فيما هذا الامر غير وارد، فهنالك " خزعبلات " ستنفجر قريباً امام اللبنانيين ، والدولار سيرتفع، ولبنان سيدفع الفاتورة الاكبر، فهو تحوّل الى قاعدة لحزب الله والحرس الثوري الايراني، والمذكّرة اكدت على هذه الصورة، والمطلوب من الدولة اللبنانية حتى ولو لجأت الى التمثيل السياسي، ان تبدو سيادية .
وحول ما يردّد عن توتر امني داخلي مرتقب، ختم رباح:" لا استبعد ذلك، اذ لا يمكن للسلطة ان تجري الانتخابات قبل شدّ العصب المذهبي، لذا من الوراد جداً حصول توترات في الشارع، من خلال طيونة 2"، مذكّراً بردّة فعل حزب الله على كلام رئيس جهاز الاعلام في القوات اللبنانية شارل جبور.