منذ ان برزت معارضة العهد الحالي، تكاثرت الدعوات الى تشكيل جبهة معارضة موحّدة، تحت شعارات السيادة والحرية والاستقلال، وإستعادة الدولة من سطوة الدويلة، والتحكّم بها والهيمنة على قراراتها، فتوزعت الدعوات بين معظم الاحزاب التي كانت تابعة لفريق 14 آذار، وعلت الاصوات علّها تستعيد ذلك التاريخ المشرّف، والحلفاء الذين باتوا خصوماً، بهدف التحالف والتصدّي للمنظومة الحاكمة.
لكن وكما جرت العادة، لم يتوّصل اي فريق الى تشكيل تلك الجبهة، بسبب الخلافات السياسية والتناحر على المناصب، فمن سيترأس تلك الجبهة؟.
الى ذلك ومنذ تشرين الاول الماضي، دعا حزب الوطنيين الاحرار الى تشكيل جبهة ضد سياسة العهد، وذلك خلال " لقاء السوديكو" الذي جمع عدداً من الاحزاب المسيحية الفاعلة، لكن من دون ان تبرز معالم تلك الجبهة حتى اليوم، فيما تصدّت لها على الفور "جبهة المعارضة اللبنانية" التي تضّم حزبيّ الكتلة الوطنية والكتائب، مع معلومات بأنه غير مرحّب بهما، اذ تمّ قبولهما على مضض وبعد مفاوضات، من قبل الحراك المدني ومجموعات الثورة، التي شكلت تلك الجبهة، فضلاً عن قيام ما يشبه "اللقاءات" لبعض المجموعات، التي دخلت حديثاً على الخط، وهي تحوي ايضاً الحراك المدني، ما جعل الصورة تبدو كخليط الحابل بالنابل، وهذا يعني انّ تكاثر الجبهات لا يبشّر بالخير، والمطلوب رؤية موحّدة توصل الى نتيجة، لانّ تشكيل جبهة معارضة تحوي طائفة واحدة او طائفيتن، لا يمكن ان يُرسم لها النجاح، لان ذلك يتطلب مجموعة طوائف لاننا في لبنان، من هنا نستذكر ثورة الارز التي انطلقت في 14 آذار من العام 2005، وجمعت عدداً من الطوائف، من ضمنها ممثلون عن الطائفة الشيعية المعارضة، فتصدّت للسلطة الحاكمة انذاك، وإن لم تتوصل الى كل ما طالبت به، لكن لا يمكن لآحد نكران نجاحها في فترة معينة، لكن اليوم وفي ظل ما يجري من الاعيب سياسية، تتجه على الفور نحو الوتر الطائفي والمذهبي، يجب ان يكون المعارضون لها بالمرصاد، وبالتالي فالمعارضة الفاعلة تحتاج الى جمع مجمل الطوائف، عبر احزاب القوات اللبنانية وتيار المستقبل، والتقدمي الاشتراكي والتيارات الشيعية المعارضة، ولا شيء غير ذلك قابل للنجاح…
