بين مجموعات الثورة والمنظومة... الأمل بقوى المعارضة

Doc-P-796536-637496648260813479

بقلم عماد حداد

كان يفترض بعنوان الإنتخابات النيابية القادمة أن يكون "تحدّي الثورة" ولكن لم تجرِ رياح مجموعات الثورة بما تشتهي جحافل الثوار. ففقدت الثورة روحها وزخمها واستفادت المنظومة المنظّمة من تشرذم المجموعات واستعادت روحها وزخمها وهي في طور إعادة تنظيم قوتها ووحدتها وإمكاناتها وتموضعها لاستعادة تجربة انتخابات العام ٢٠١٨ ناقص تيار المستقبل الذي لا يشكل انسحابه اذا نحصر بعدم الترشّح أذى للمنظومة لتبقى مسألة الإقتراع سرّاً لا يمكن التكهن به ما لم تصدر مواقف واضحة في هذا الشأن من أركان الطائفة الروحيين والزمنيين. هذا الواقع المؤسف ليس مدعاة استسلام بل يفرض خارطة شارع واضحة ووحيدة يسلكه الثوار إلى ساحة المعارضة كخط دفاع نهائي بعد سقوط حصون الثورة أمام أحصنة السلطة، هذا الشارع يمكن اختصاره بشارع المعارضة وهو سالك لمعظم الثوار بشعاراتهم التي رفعوها وطالبوا بها و "أكلوا خبيط" من أجلها وافترشوا الشارع تحت سمائها، شارع المعارضة اللبنانية القادرة على المواجهة والخبيرة في أساليب مواجهة السلطة، ومسؤولية الثوار تجاه تضحياتهم هي في أن يرفدوا هذه المعارضة بزخمهم لتشكّل مع حيثيتها الشعبية معارضة ثورية تعيد روح الحراك إلى الحياة. 

الخطوات العملية المؤدية إلى شارع "المعارضة الثورية" لا تتضمن حلولاً كثيرة، فالمواجهة واضحة بين مشروعين على جبهتين وطنية ومسيحية، جبهة القوات اللبنانية و "حزب الله" وطنياً، وجبهة القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر مسيحياً ولا يمكن فصل المسارين فالنجاح في واحدة ليس كافياً والنجاح على الجبهتين يتطلب مشاركة جميع القوى على قاعدتين، شعبية إصلاحية وسياسية سيادية، وشئنا أم أبينا فالقوات هي محور الجبهتين، الوطنية والمسيحية، إضافة إلى محوريتها في القاعدتين الإصلاحية والسيادية. يمكن مناقشة تفاصيل هذه الوقائع إلى ما شاء الله، ولكن الواجب اليوم بعد دخولنا الوقت القاتل قبل الإنتخابات فالمنطق يقول بالإكتفاء بالعناوين المذكورة أعلاه والإنخراط في المواجهة من دون تلكؤ فالخيارات المتاحة ثلاثة، منظومة متماسكة، مجموعات ثورة مشتتة، قوى معارضة صلبة تملك قواعدها الشعبية وتشكّل توازن رعب مع المنظومة، والغلبة هنا ستكون مرتبطة بعاملين، أصوات الثوار وأصوات الناخبين السنّة، هذا الإنتصار في متناول اليد، سرّه يكمن في الإنخراط في الإنتخابات على قاعدة الواجب قبل أن يكون الحق في المشاركة حتى لا تأتي النتائج بعد ١٥ أيار بالبكاء على الأطلال بل بالغناء كل على ليلاه، وفتح صفحة جديدة في كتاب لبنان.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: