هي ذكرى أليمة تمر على لبنان كل عام أكثر إيلاماً من سابقاته، ففي هذا اليوم عام 2005 إغتيل الرجل الذي حمل على عاتقه أمن لبنان وسيادته، إغتيل الرئيس رفيق الحريري الذي ظل ساعياً للحفاظ على الشراكة الحقيقية والتوازن والتنوع في لبنان. هو الإغتيال الذي شكّل ضربةً وازنة في الحياة السياسية وأحدث تغييراً كبيراً في بلد سيطر عليه الطامعون والقتلى، إذ لم يقف السياديون والأحرار في البلد مكتوفي الأيدي بُعيد إغتياله، لا بل ارتقى منهم شهداء للأرز، والبعض الآخر كان حينها أقوى من الموت وأصبح شهيدا حيًّا، أما الٱخرون فقد كانوا الصامدين في سبيل بناء استقلال وطن وإستعادة سيادته من إحتلال لا يزال حتى اليوم يستخدم أدواته وأزلامه للسيطرة على لبنان وأهله. إحتلال تتغيّر معالمه وأدواته لكنه يبقى الجشِع المجرم الذي لا يشبع من الدمار والقتل والتهجير.14 شباط 2005 كانت إنطلاقة جديدة لسياديي هذا الوطن الذين استطاعوا بالنضال والصمود تحريره من سطوة مجرمة بشعار "حرية، سيادة، إستقلال"، ولبنان اليوم وبعد 17 عاماً من إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بحاجة لإستعادة هذا الشعار بأيادٍ موّحَّدة وضمائر حيّة لتحرير لبنان من سطوة إجرامية فاسدة، لأن "الوطن هو الغاية" ... ما لازم تخلص الحكاية!
