قد يختلف المرء مع سياسات الرئيس فؤاد السنيورة المالية أو كيفية إدارته للدولة كرئيس حكومة وقد يتفق معه، لكن الثابت هو الصلابة المستدامة التي يتمتع بها الرجل في مواجهة التحديات مهما إحتدمت وبنفس طويل. فهو مفاوض جلود لا تفقده الضغوط وضوح مقاربته للقضايا ورؤيته للحلول.
وفي هذا الاطار، يمكن إدراج دعوته "اللبنانيين والمسلمين خصوصا أهل السنة والجماعة الى المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة ترشيحا واقتراعا وعدم المقاطعة او الاستنكاف في مواجهة هذه الصدمات والتحديات الكبرى التي يتعرض لها لبنان". كذلك يمكن وضع تشخيصه للأزمة التي تعصف بلبنان على انها "أزمة وطنية لا أزمة طائفية أو مذهبية. وهي ليست أزمة فريق أو أزمة تيار أو أزمة حزب. بل هي أزمةٌ يتعرض لها كل الوطن وجميع اللبنانيين، وفي مؤداها أن الدولة اللبنانية أصبحت مخطوفة ومرتهنة". كما يمكن فهم رفضه الانكفاء عن مواجهة النفوذ الايراني المتمثل بحزب الله وسلاحه وتشديده على "الحاجة الى رص الصفوف لدى كل المؤمنين باستقلال لبنان وسيادته" وعلى ان "هذا ليس وقت الغرق في وحول الخلافات".
فؤاد السنيورة في 23/2/2022 نسخة طبق الاصل عن فؤاد السنيورة خلال غزوة "7 أيار" 2008 حيث رفض كرجل دولة مغادرة الساري الحكومي والاستلام أمام همجية ممارسات الدويلة وبقي صامداً ومواجهاً رغم حجم الخطر والضغوط يومها…. إنها الصلابة المستدامة.