ما زالت "مسيّرات حسان" تُقلق الوضع اللبناني، وتصب في خانة عرض العضلات والاستعراضات السياسية والانتخابية، كرمى لعيون إيران ولصب الأحقاد على دول الخليج وفي طليعتها المملكة العربية السعودية، والسؤال المطروح من قبل المتابعين لمسار الأوضاع: لبنان إلى أين؟ بعدما سيطر "حزب الله" على الأرض والجو، دون أن يكون هناك أي موقف للدولة اللبنانية، ولا سيما من رئيس الجمهورية المتحالف مع الحزب، والأمر عينه ل "التيار الوطني الحر"، ما قد يؤدي أيضًا إلى مزيد من التأزم بين لبنان والمجتمع الدولي، في ظل الإمساك الكامل من قبل "حزب الله" بالبنية السياسية والأمنية والاقتصادية للدولة اللبنانية التي تحللت وتفككت، وثمة أجواء بأن المواقف الأخيرة لأكثر من وزير خارجية غربي وعربي، ولا سيما وزيرا خارجية الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا توني بلينكن وجان إيف لودريان، وصولًا إلى الموقف البارز لوزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، تؤكد الاهتمام بلبنان، إنما ضمن ثوابت ومسلّمات أساسية هي الإصلاح وأن يكون هناك جيش لبناني واحد ودولة قادرة لا دويلة "حزب الله"، وهذه المسلّمات والثوابت عادت وكررتها دول الخليج ولا سيما السعودية.وعليه فإن الأمور ستبقى معلقة إلى حين اتضاح بعض المحطات في فيينا، وعندها يبنى على الشيء مقتضاه داخليًا، إنما هناك أجواء بأن "حزب الله" يقبض على مفاصل الدولة وبدأ يُكثر من تحركاته في الآونة الأخيرة، وهذا ما يطرح سؤالًا ملحًا من أكثر من دولة: كيف سنساعد لبنان وليس هناك دولة بل دويلة "حزب الله".
