مفاجآت تخلط أوراق الإستحقاق النيابي

entikhabet

تتعاطى الأحزاب الكبرى على الساحة الداخلية بالكثير من الثقة بالنفس والإطمئنان مع الإستحقاق الإنتخابي النيابي المقبل، خصوصاً في ضوء التفاهمات البعيدة عن الأضواء التي بدأت بنسجها في الآونة الأخيرة والتي أطلقت صفارة الإنطلاق لإعلان التحالفات والمرشحين تمهيداً للوصول إلى مرحلة تشكيل الائتلافات واللوائح الموحدة بينها. وخلافاً لما كانت عليه الصورة في المرحلة التي سبقت إنتخابات العام 2018 النيابية، فإن المشهد اليوم يختلف من حيث العناصر السياسية ولكنه يقترب من المشهد الإنتخابي السابق من حيث التوقعات التي تتحدث عنها غالبية الأحزاب والكتل النيابية التي تتشكّل منها الغالبية الحالية، وفق ما يلفت إليه مصدر نيابي في كتلةٍ بارزة، وذلك بسبب توالي الخطوات على الصعيد الرسمي والوزاري تحديداً ، في ظل بدء التحضير للعملية الإنتخابية على خطّ وزارة الداخلية والدوائر المعنيّة والقرارات الحكومية المتعلقة بالإنفاق وتأمين الموارد المالية وهيئة الإشراف على الإنتخابات، وبالتالي إنتقال العملية الإنتخابية إلى نقطة متقدمة من التحضير وذلك في الأيام القليلة المتبقية والفاصلة عن موعد الخامس عشر من آذار.لكن العنصر الطارىء على هذا الإستحقاق، كما يُضيف المصدر النيابي، يتمثل بالتطورات المرتبطة بالموقف اللبناني الرسمي إزاء الحرب في أوكرانيا، حيث أن الإنقسام السياسي الواضح والذي لم يخرج سوى جزءٌ يسير منه إلى العلن في الايام الماضية، قد انعكس على حركة التحالفات وعلى التنسيق بين أطرافٍ سياسية وحزبية ، كانت قد باشرت العمل على تركيب اللوائح المشتركة، وبالتالي تجاوزت كل خلافاتها السابقة وفتحت صفحة تعاونٍ جديدة ، أقلّه حتى تمرير الإستحقاق النيابي في الاشهر القليلة المقبلة.ويستدرك المصدر نفسه، كاشفاً عن أن واقعٍاً من الشك والريبة قد تكوّن لدى بعض الأطراف، في أن يكون خروج الخلاف اليوم حول الصراع الأوكراني- الروسي إلى العلن، إنعكاسٌ لمدى سطحية وهشاشة أي تحالف ذات طابعٍ إنتخابي ومرحلي فرضته الظروف والإرادات السياسية الفاعلة والمؤثرة على مجمل المعادلة السياسية الداخلية. وعلى هذه الخلفية، فإن المصدر يقول إن هذا الشكّ دفع إلى تعزيز احتمال تأجيل الإنتخابات لدى أطراف سياسية ولكن من دون أن يبادر أي منها إلى الحديث علناً عن هذا الخيار، تاركين الوضع على ما هوعليه راهناً بانتظار تطورات قد تفرض نفسها في أكثر من مجال وخصوصاً مع زيادة وتيرة الصراعات الدوليةوميل الأطراف المحلية، إلى ترقّب وانتظار ما سيرسو عليه المشهد الإقليمي والدولي والذي أعاد مشهد الحرب في أوكرانيا الاجتياح خلط الأوراق فيه، وطرح تساؤلات كبيرة حول ما ستكون عليه العلاقات السياسية المستقبلية على المسرح الدولي أولاً وواقع الإهتمام الإقليمي والدولي بالأوضاع في لبنان وتحديداً بالضغط الدولي لإجراء الإنتخابات النيابية ثانياً.ولذلك، فإن الأسابيع المقبلة ستكون حافلةً بالدلالات على مصير الإنتخابات النيابية وفق ما يخلص إليه المصدر النيابي نفسه، والذي لا يستبعد حصول مفاجآت سياسية وإنتخابية قد تفرض نفسها على مشهد الإستحقاق الدستوري برمّته.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: