بعيداً عن الكلام الذي خرج به "التيار الوطني الحر" خلال مؤتمر "الدولة المدنية" والذي أظهر تناقضاً كبيراً بين الخطاب التنظيري والممارسة الواقعية، كان لافتاً حضور الوزير والنائب السابق عصام نعمان، بصفة شخصية مستقلّة وكأحد مُعدّي الوثيقة التي أطلقها المؤتمر بالتكافل والتنسيق التام مع التيار.لكن نعمان ، الذي يُعدّ إحدى الشخصيات التي ارتبط اسمها بشكل كامل بمرحلة "الزمن السوري" وتحديداً بعلاقته الوطيدة مع الرئيس الأسبق اميل لحود، له باع طويل ، في التنظير لركائز الطائفية السياسية من بوابةالمحاصصة. وكان قد كتب عن "لبنان نحو حكم المثالثة الرئاسية" في العام ٢٠٢٠ .فهل من الطبيعي أن يكون مَن أوجد في قلمه الذي استفحل في التنظير طوال عقدين دفاعاً عن سلاح "حزب الله" ولم يمرّ عامَين على تبريره لحكم المثالثة أن يدعو إلى الإنتقال إلى "نظام الدولة المدنية" أو أقلّه أن يكون مدعاة مصداقيّة لذلك؟ وأكثر، هل ما خُفيَ في سببيّة وتوقيت إطلاق المؤتمر هو ما تحمله شخصية نعمان الدّاعية إلى المثالثة كحلّ لمواجهة "التحديات"؟
