مع بدء المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، تتظهّر الصعوبات يوما بعد يوم أمام الطرفين، لجهة الوصول إلى نقطة إتفاق، إذ إن الظاهر حتى الآن وكما يتردّد وفق المصادر أنهم "إتفقوا على ألا يتفقوا"، وهذا ما جرى تأكيده في اليومين الماضيين، خصوصا بعد الكشف عن مطالب الجهتين من أجل وقف هذه الحرب، قبل أن تتفاقم أكثر وتصل إلى مرحلة لا عودة منها إلا بحرب عالمية مدمّرة.
عن المطالب الروسية، يجدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إعلانه لتلك المطالب، بحسب ما كشف "الكرملين"، وهي أولا :
- ضرورة إعتراف حكومة كييف بجمهوريتي لوهانسك ودونيتسك الشعبيتين.
ثانيا : إعتراف كييف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم بالبحر الأسود (التي ضمتها روسيا عام 2014)،
ثالثا : إلتزام كييف بالتخلي عن الأسلحة النووية في المستقبل، وبأن تتبنى الحياد تجاه روسيا، هي طلبات يحاول بوتين من خلالها تجريد أوكرانيا من قدرتها، على الانضمام إلى حلف الناتو ما يضمن "راحة" روسيا ، من عدم توسّع الناتو أكثر من ذلك على حدوده.
أما عن مطالب أوكرانيا والتي اعتبرها الخبراء "مطالب كارثية"، نظراً لأن الأزمات التي تثقل البشرية تجعلها غير قادرة على تحمّل كلفة تغيير جديد بالنظام العالمي، ما يفسّر المواقف الداعمة للتفاوض رغم التصعيد الكلامي الغربي ضد موسكو، إذ يأتي في رأس قائمة المطالب "إقصاء موسكو من مجلس الأمن " الأمر التي لا ترفضه بريطانيا بإعتبارها منفتحة على طرد روسيا من مجلس الأمن ، والذي ترفضه الصين "والقوى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية رفضا قاطعاً، والطلب الثاني وهو حظر طيران فوق أوكرانيا يفرضه حلف شمال الأطلسي، والذي يُعتبر بحسب مصادر خارجية متابعة، مستحيلاً لأنه سيكون بمثابة خطوة لصراع مباشر مع روسيا، وهو ما تتفاداه واشنطن وكذلك حلف الناتو في تصريحات علنية وصريحة، أما الطلب الثالث وهو الانضمام الفوري لأوكرانيا الى حلف الناتو، وهو ليس في وارد الحدوث خصوصا وأن كييف أقله الآن، لا تستوفي شروط الانضمام لحلف الناتو، نظرا للنزاع القائم حول شبه جزيرة القرم، إضافة إلى أن الناتو يطلب تنفيذ إصلاحات سياسية وعسكرية تعزز أمن الحلف، وهذا ما تعّد كييف بعيدة عنه حاليا.
إذا، هل تُعَد هذه المطالب الثلاثية من الطرفين بمثابة إعلان حرب كارثية كبرى؟ أم أن الوسطاء سينجحون في تذليل كل هذه العقبات من الطرفين؟