كان جليا أن العديد من اللبنانيين كانوا بانتظار إفتتاح معرض بيروت العربي والدولي للكتاب، لما له من دور في الثقافة اللبنانية والعربية من حيث الاصدارات والتواقيع والمحاضرات التي تقام فيه، وبالتالي لطالما شكل محطةً استثنائية مميزة لهم.إنما مع بدء فعاليات المعرض هذا العام، سجلت مفاجئة مؤلمة لرواد المعرض، بسبب العدد الكبير لدور النشر ذات الخلفية الإيرانية مع انتشار عدد كبير من الصور العملاقة واللافتات لعدد من القادة العسكريين الإيرانيين ، كقاسم سليماني وغيره من الرموز السياسية التي تستفز الآخر، ولا مكان لها أساسًا في صرح ثقافي يجب أن يكون جامعًا لجميع الأطراف دون غيرهم ودون استفزاز للطرف الآخر.وهذا ما شكل خيبة أمل لرواد المعرض المتعطشين للمشاركة في مناسبة ثقافية كهذه. إضافة الى كل ذلك وكل الاستفزاز الذي يحصل، يروي مصدر أنه في أولى أيام المعرض تمت استضافة فرقة تراثية شبابية بقيادة أساتذة من الكونسرفتوار الوطني لتأدية الأغاني الوطنية والتراثية في تحية لعودة المعرض، ولضخ بعض أجواء الأمل، الحفلة كانت ناجحة جداً والقاعة كانت ممتلئة بالمشاركين.المفارقة كانت هي أن بعض القائمين على الأجنحة الإيرانية في المعرض إعترضوا على وجود الموسيقى، كما حاولوا الدخول الى القاعة لمنع أو إيقاف الحفلة مهددين بإزالة أجنحتهم ومغادرة المعرض، وقد تمّ تدارك الامر بعد تدخل "سعاة الخير".كل هذه المشاهدات، شكلت نقطة سوداء في سجل معرض الكتاب الذي كان اللبنانيون بانتظاره لشعورهم بضرورة إعادة ملامح بيروت الثقافية. إنما ما يجري هو عكس ذلك، وكان الأجدى بالقائمين على المعرض محاولة ضبط ومراقبة كل هذه المشاهدات للحفاظ على وجه المعرض الثقافي الجامع.
