183425 لبنانياً على لوائح الشطب في دائرة البقاع الاولى للعام 2022 والتي تضم 7 مقاعد موزعة بين 2 عن الكاثوليك و 1 ماروني و1 ارثوذكسي و1 ارمن ارثوذكس و1 سني و 1 شيعي فيما بلغ عدد المقترعين فيها 94082 عام 2018 والحاصل الانتخابي 13095. يومها شهدت المعركة تنافساً بين 5 لوائح: لائحة "القوات اللبنانية"، لائحة تحالف "المستقبل" والعونيين مع ميشال ضاهر وأسعد نكد ونزار محس دلول، لائحة تحالف "حزب الله" و النائب السابق نقولا فتوش، لائحة "الكتلة الشعبية" لميريام سكاف ولائحة "كلنا وطني".
اليوم عوامل عدة خلطت الاوراق أهمها:
* قرار رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري تعليق العمل السياسي وعدم خوض الانتخابات كـ"تيار" وما سبقه من إنفراط شهر العسل بين الحريري و"صديقه" رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل.
* بُطلان مفاعيل "مغنطيس" العهد الذي دفع شخصيات مستقلة كضاهر ونكد ودلول للتحالف مع العونيين.
* سعي "حزب الله" الى التعويض عن تراجع العونيين شعبياً في مختلف الدوائر ولعب دور القاطرة والمقطورة مع مرشحي "التيار" في الدوائر التي يملك فيها "الحزب" فائضاً في الاصوات.
* حراك "17 تشرين" وما نجم عنه من مجموعات تدور في فلكه.
حتى الساعة، لم تنقشع الرؤية كلياً في مسألة اللوائح لكن الثابت أن هناك ثلاث لوائح أكيدة هي لائحة "القوات اللبنانية"، لائحة "حزب الله" وملحق بها العونيون، لائحة النائب ميشال ضاهر فيما لم تحسم سكاف مسألة ترؤسها لائحة مستقلة او التحالف مع آخرين بعد، كذلك يستبعد أن يشكل آل فتوش لائحة مستقلة. أما مجموعات "17 تشرين" فمن غير المضمون ان تنجح بالتوحد في لائحة واحدة.
في آخر المستجدات التفاوضية، تفيد مصادر مخضرمة في اللعبة الانتخابية الزحلية مطلعة على الكواليس السياسية ومطابخ تركيب اللوائح وعلى تماس مع الارض بأن مشهدية بعض التحالفات تترنح بين ساعة وأخرى، وتعرض لآخر المعطيات فتشير الى أن المفاوضات بين آل فتوش و "حزب الله" وصلت الى مراحل متقدمة حيث المرشح سيكون ايلي نجل بيار فتوش إلا انهم يشترطون كي يترأس الاخير اللائحة ويمولها ان يجيّر "الحزب" لهم أكثر من 4 آلف صوت كي تصبح لديهم حظوظ جدية بالمنافسة على احد المقعدين الكاثوليكيين إذ أن عمه نقولا فتوش حصد 5737 صوتاً تفضيلياً عام 2018 وآخر الفائزين الكاثوليك كان النائب ميشال ضاهر بـ9743 صوتاً.
إلا أن "حزب الله" الذي يتمنى ان يتحالف مع فتوش الذي يعطي بنظره قيمة مضافة للائحة، يعمل على استيعاب نقمة حليفه "التيار الوطني الحر" بحسب المصادر إذ يسعى "التيار" لقطع الطريق على فتوش خوفاً من سقوط مرشحه النائب سليم عون الذي حصد 5567 صوتاً في الانتخابات الماضية. يتابع المصدر: "يطرح العونيون أن يترأس اللائحة عضو المجلس البلدي في زحلة جان عرابي، فيكون "كومبارس" ويؤمن الرئاسة الكاثوليكية للائحة مع معرفته ألا حظوظ له ولكنه ينتمي لـ"التيار" ومستعد للتضحية في سبيل محاولة ضمان وصول عون. إلا انهم قد يكونون امام ترؤس فتوش كأمر واقع إذ لا مكان لهم في أي لائحة أخرى".
كما تتردّد في زحلة رواية غير مؤكدة بحسب المصادر عن مقايضة محتملة يطرحها العونيون عبر موافقتهم على ترؤس سكاف للائحة المدعومة من "الحزب" والتي تضم العونيين، شرط ان يترشح شقيقها وليم جبران طوق في دائرة الشمال الثالثة على لائحة العونيين فيساهم بتأمين حاصل مضمون لرئيس "التيار" جبران باسيل.
أما على صعيد مجموعات "17 تشرين"، فتؤكد المصادر أن "التشرذم في صفوفها يوازي التخبط في قرارها وان النائبة المستقيلة بولا يعقوبيان دخلت على خط الصلحة بين مجموعة "زحلة تنتفض" التي تشكّل العصب وتطرح الدكتور عيد عازار عن المقعد الارثوذكسي وباقي المجموعات الثورية التي تطرح نيفين الهاشم المدعومة من منصة "نحو الوطن" والتي كانت سابقاً من الحلقة الضيقة لرئيس الكتلة الشعبية السيدة مريام طوق سكاف. الى جانب عقدة وجود مرشحين أرثوذكسيين في آن عازار والهاشم عن مقعد واحد، يشكل ترشيح الأخيرة عائقاً امام تحالف "17 تشرين" مع سكاف إذ إنها تضع veto على الهاشم التي كانت مديرة مكتبها وهي تعمل بالتوازي على مشروع لائحة خاصة بها قد تضم مارون مخول عن المقعد الماروني.
قواتياً، تفيد المصادر بأن "اللمسات الأخيرة على اللائحة التي أصبح هيكلها واضح المعالم مسيحياً مع إعادة ترشيح النائب جورج عقيص عن المقعد الكاثوليكي والمحامي الياس اسطفان عن المقعد الارثوذكسي والاستاذ ميشال التنوري عن المقعد الماروني ورجل الاعمال بيار دمرجيان عن المقعد الارمني. فيما يتم الحديث عن شخصية سنية وازنة من سعدنايل او تعلبايا والأمر يلقى استحساناً في الشارع السني كما الزحلاوي كونه يتمتع بالصفة التمثيلية. أما المرشح الشيعي، فيتم التحفظ حتى الدقائق الاخيرة عن الكشف عنه لتأخير الضغط الكبير المرتقب لـ"حزب الله" عليه إذ يسعى الاخير الى قطع الطريق على انضمام اي شيعي الى اللائحة القواتية".
كتائبياً، عزوف الحزب عن خوض الانتخابات بمرشح حزبي جعله يغيب عن المشهد للمرة الاولى منذ عشرات السنوات. في هذا الاطار، تفيد المصادر بأن قيادة الصيفي لن تنجح بضبط اصوات المناصرين إذ ان المنتسبين قد يلتزمون بقرارها اما المناصرون فسيتوزعون بين من سيدعمه النائب المستقيل سامي الجميل - حيث يرجّح أن يكون ابن بلدة قب الياس روجيه زلاقط وعلى لائحة ضاهر - وبين من سيصوتون للائحة "القوات" لأن القواعد في زحلة هي بالاساس مشتركة وطرح "القوات" أقرب اليهم من مجموعات "الثورة" وبين من قد يمنحون صوتهم للمرشح الماروني مع الضاهر الدكتور بول شربل إبن شقيقة النائب الكتائبي السابق جورج عقل. تجدر الاشارة الى ان دعم "الكتائب" للائحة الضاهر يعني عملياً انها تعمل ضد مجموعات "الثورة" في زحلة وزغضت النظر عن عدم استقالة ضاهر من مجلس النواب رغم إعتبار "الكتائب" عدم الاستقالة بمثابة "خطيئة اصلية"!!!
أما ترشيح امين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله لرامي ابو حمدان فشكّل مفاجأة بحسب المصادر "كونه رجل عسكري وامني في الحزب أكثر مما هو رجل سياسي إلا ان الحزب إضطر الى ترشيحه لقطع الطريق على المرشح على لائحة ميشال ضاهر فراس أبو حمدان الذي إن نجح بحصد أصوات عائلة ابو حمدان وهي من العائلات الشيعية الاكبر في الدائرة يخلق إرباكاً للحزب".
في النهاية، مشهد اللوائح لن ينقشع كلياً في 15 آذار الموعد الاخير لتقديم الترشيحات بل قبل 5 نسان المقبل إذ تنص المادة 52 من قانون الانتخاب على انه يتوجب على المرشحين ان ينتظموا في لوائح قبل أربعين يوماً كحدٍ أقصى من موعد الانتخابات.