الاقتصاد والطاقة ابرز تداعيات الحرب عالميا

IMG-20220309-WA0001

وكأن الاقدار قد تحاول الابتسام لايران في لحظة الصراع الدولي المستعر من بوابة اوكرانيا : فهل تكون ايران حاجة نفطية بديلة لروسيا لتغذية الغرب والاميركيين ما يضاعف من تلهف واشنطن والغرب لاتفاق معها ؟ ايران الملهوفة لاتفاق يعيد لها اموالها ويفك عزلتها - لن تتوانى عن القبول باصطياد هذه الفرصة السانحة ولو طعنت بحليفها الروسي بموافقتها على تزويد الغرب بالنفط والذي سيرد عليها حليفها على اكثر من محور بدأ من سوريا وربما ابعد بدأ برفع الغطاء لاسرائيل لضرب ايران في سوريا ومرورا بتعقيد التوصل الى اتفاق نووي وقد ظهرت بوادر العرقلة في طلب موسكو من واشنطن ضمانات بعدم شمول العقوبات التعامل مع ايران والرفض الاميركي للطلب .

والصين التي لا تستطيع تسليم اوراقها لبوتين المحاصر كي لا تحرق بيجين اوراقها الاقتصادية والاستثمارية مع الغرب وتقضي على مشروع طريق الحرير الاوروبي الحيوي لها - فيصبح بوتين ذاك الحليف المربك والمقلق للصين .

توقف ضخ الغاز الروسي يلحق اضرارا ضخمة بالاقتصاد الروسي ولكن ايضا ببعض الدول الاوروبية المتكلة بنسبة كبيرة عليه مثل المانيا والمجر والسويد وايطاليا الامر الذي يشكل تحديا جديا امام استمرار الوحدة الاوروبية المتراصة في وجه الرئيس بوتين - ولذا تجري حاليا مباحثات مكثفة في كواليس عواصم القرار الاوروبي لتأمين بدائل لتلك الدول الاعضاء .

والملاحظ ان حظر واشنطن الغاز الروسي اقتصر على الولايات المتحدة وهي الاقل استفادة منه بالمقارنة مع بعض الدول الاوروبية. فالاكيد ان الازمة العالمية تخلط اوراق المعادلات والحسابات الدولية والاقليمية وقد خرج موضوع الطاقة من سيطرة المنصات التقليدية كاوبيك واوبيك بلاس ولم يعد بوسعهما ضبط تفلت سعر البرميل الذي سيصل الى ٣٠٠$ مع ما يستجره ذلك من كوارث اقتصادية عالمية في مختلف قطاعات الانتاج والانفاق وتطال الدول الفقيرة والغنية على السواء وحيث تصبح كل الرهانات مقيدة بالطاقة .فلا نستغرب بناء عليه تبدل خرائط العلاقات الدولية رأسا على عقب ان حصل - كعودة الدفىء الى العلاقات الاميركية الفنزويلية والاوروبية الاميركية الايرانية والاميركية السعودية وسواها من علاقات تضع الاقتصاد والطاقة في صلب هذه المرحلة الانتقالية القاتلة بين نظام عالمي انتهى واخر لم يلد بعد .

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: