في الوقت الذي ينادي فيه البطريرك الماروني بشارة الراعي في مصر، بسيطرة الدولة اللبنانية على كامل اراضيها، ورفضه وجود جيشين في البلد، وطرحه المتواصل من على المنابر العربية والدولية ضرورة إلتزام لبنان بالحياد وإبتعاده عن سياسة المحاور، برز في الامس كلام عن اتصالات جارية، بهدف التهدئة بين بكركي وحزب الله بعد ان وصلت العلاقة بينهما الى ما يشبه القطيعة، وافيد بأنّ الوساطات تعمل على إعادة التواصل بين اللجنة المشتركة للاجتماع في وقت قريب، كما اُشير ايضاً الى انّ زيارة وزير خارجية الفاتيكان بول غالاغر لبيروت مطلع شهر شباط الماضي، أطلقت العنان لعودة العلاقة بين الصرح والحزب، على أثر طلب المسؤول الفاتيكاني حينها بضرورة إجراء حوار، وقد تحدث مع الراعي بذلك، الامر الذي شيّع إمكانية فتح الابواب المغلقة بين بكركي وحارة حريك، فجرت تلك الاتصالات البعيدة عن الاعلام، على ان تجتمع اللجنة في وقت لاحق، لانّ الظروف الحالية تتطلب الانفتاح والهدوء ووقف أي خلاف او سجال، كما لا مصلحة لحارة حريك بعداء بكركي.الى ذلك رأت مصادر سياسية مطلعة على العلاقة المتدهورة بين الفريقين، بأنّ توقيت هذه الدعوة يدعو الى التساؤل؟، خصوصاً بد ان وضع الراعي ملف سلاح الحزب على قائمة محادثاته مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وقوله " انه بات ملفاً اقليمياً لا لبنانياً "، ورفضه انعزال لبنان عن محيطيه العربي، الامر الذي يمكن وصفه بالتشويش على زيارة الراعي الناحجة.
وذكّرت المصادر بأنّ حزب الله لطالما حصرعلاقته بحليفه المسيحي، أي رئيس الجمهورية ميشال عون و" التيار الوطني الحر" خصوصاً في الفترة التي تلت مباشرة توقيع " اتفاق مار مخايل" في شباط العام 2006، ليصبح تواصله لاحقاً معهما فقط، ضارباً بعرض الحائط مواقف الافرقاء الاخرين، مشيرة الى انّ البطريرك الماروني لا يرفض الحوار مع حزب الله، انما يرفض التراجع عن طرحه، وبالتالي فإن ابواب الصرح مفتوحة للتعاون بما فيه مصلحة لبنان اولاً، لانّ بكركي تبحث دائماً عن مخارج لإنقاذ لبنان، بعيداً عن المصالح الشخصية التي يلجأ اليها البعض.