لا شك في انّ رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، يشكل إزعاجاً سياسياً كبيراً وعلى الصعد كافة لحزب الله، لانه كان وما زال رأس حربة في التصدّي للمشروع الايراني في لبنان، وبرز هذا التصدّي بوضوح لافت خلال غزوة عين الرمانة، التي شنّها مسلحو حزب الله، معتقدين انهم قادرون على إستباحة المنطقة، فكان شبابها والاهالي لهم في المرصاد، وهم بطبيعة الحال من مناصري القوات اللبنانية، الحزب الذي سطّر ملحمة بطولة في قلعة الصمود، التي كانت وستبقى عصيّة امام الغزوات.
الى ذلك الكل يستذكر الحلقة الشهيرة التي تحدث خلالها الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، على مدى ساعتين عن رئيس القوات، موجّهاً التهديدات بالمئة الف مقاتل والى ما هنالك…، وتبع ذلك إستدعاء قضائي ومن ثم إدعاء القاضي فادي عقيقي على الدكتور جعجع بملف أحداث الطيونة، من هذا المنطلق بات الاخير مستهدفاً سياسياً وبقوة من حارة حريك، لذا تتسارع الضغوطات الانتخابية ضد لوائح القوات في المناطق، وبصورة خاصة تلك المحسوبة على حزب الله وحلفائه، وخصوصاً دائرة بعلبك – الهرمل، التي سجلّت انتصاراً ساحقاً قبل اربع سنوات من خلال فوز الدكتور انطوان حبشي، وها هم اليوم يراهنون على سقوطه، ويضعون ” التيار الوطني الحر” في مواجهة مرشحيّ القوات، الامر الذي يجد فيه خبراء الاحصاءات الانتخابية صعوبة، فالمعركة لن تكون سهلة، لانّ الناخبين يدركون الحقائق كما هي…
وعلى خط آخر، يبدو رئيس الحزب ” الاشتراكي” وليد جنبلاط، في دائرة المزعجين لحزب الله ايضاً، على الرغم من تصريحاته الوسطية بأنه لا يريد العداء مع أي فريق سياسي لبناني، مفضّلاً تغليب لغة الحوار لانها الافضل والارقى، لكن ومنذ اشهر حطّ زعيم المختارة في مكان آخر هو الوجهة الخليجية، على أثر الازمة التي ظهرت قبل فترة مع السعودية، وتبعتها بذلك دول الخليج، ففتح النار السياسي على حزب الله وايران، ليتفاجأ الجميع بما يحصل، مفضّلاً إختيار الحياد والترّقب، فكانت حماسة جنبلاط طاغية من خلال ما قاله حينها ” بأنّ حزب الله خرب بيوت اللبنانيين في الخليج”، إضافة الى ردّه على كلام نائب الامين العام للحزب نعيم قاسم، الذي وصف جنبلاط كلامه بغير المسؤول والمدمّر، فيما إستمر بتوجيه التغريدات التي تحوي” اللطشات” ضد حارة حريك، لكن غاب عن ذهن جنبلاط وجود بعض الدوائر التي يمون عليها حزب الله انتخابياً، ومنها البقاع الغربي- راشيا حيث يخوض المعركة النائب وائل ابو فاعور، إضافة الى ترشيح الوزير السابق وئام وهاب في الشوف، وكل ذلك اتى رداً على مواقف جنبلاط الهجومية ضد الحزب، مما يعني انّ إستدارة المختارة وفت بالمطلوب.