الاتفاق النووي ٢٠٢٢ مع الحرس الثوري

ezgif.com-gif-maker (11)

اظهرت التطورات الاخيرة على خط مفاوضات فيينا النووية ان ما يجري اعدادا لتوقيع اتفاق فيينا لهذا العام هو بكل بساطة تفاوض مع الحرس الثوري الايراني وليس مع الدولة الايرانية.
عام2015 فاوضت واشنطن طهران الدولة فكان افشال وتفشيل الاتفاق مصلحة مشتركة بين الرئيس دونالد ترامب والحرس الثوري .
واليوم ومع وصول التفاوض الى عقدة الحرس الثوري وفيلق القدس واصرار طهران الرئيس رئيسي عراب الثوريين في السلطة ، على الغاء التصنيف الارهابي للحرس الثوري وعدم القبول بعرض واشنطن استثناء فيلق القدس من الالغاء يتبين بوضوح ان البيت القصيد من العملية التفاوضية باتت في حمل العالم الغربي ولا سيما الولايات المتحدة على الاعتراف بالذراع الثوري لدولة منفصمة الكيان بين تركيبة دوليتية وتركيبة ثورية .
الجمهوريون والديمقراطيون واسرائيل ثائرون على الغاء التصنيف لكن ادارة بايدن مصرة على المضي قدما في انجاز الاتفاق ولو تطلب ذلك ابرام صفقات من تحت الطاولة مع الايرانيين تمرر في الخفاء للثوريين الايرانيين ما يريدونه في العلن .
ادارة بايدن وبخاصة بعد حربها المفتوحة على الرئيس بوتين في اوكرانيا مستعدة لفعل اي شيىء مع ايران من اجل : اولا الاستعانة بنفطها وغازها لتزويد حلفائها الغربيين وثانيا من اجل ابعاد الايرانيين من التقارب مع كل من الصين وروسيا .
تل ابيب تضغط بكل قوة على الادارة الديمقراطية في واشنطن وقد عبرت عن غضبها في البيان المشترك لرئيس الوزراء بينيت ووزير الخارجية لبيد مفندين التهديدات المباشرة للحرس الثوري على المنطقة والمصالح الاميركية لا بل والوجود الاميركي .
اخر المعلومات الديبلوماسية تشير الى فرملة اميركية للمفاوضات حول هذه المسألة وشبه اقتناع بعدم صوابية رفع التصنيف او الغاؤه .
فهل اقتنعت ادارة بايدن فعلا بوجهة نظر الحزبين واسرائيل ؟ ام انها محاولة استيعابية لتبريد الاجواء قبل تمرير اعتراف اميركي ما بوضعية الحرس الثوري ومن ضمنه فيلق القدس ؟
في تقريرها عن المفاوضات والحرس الثوري والانتصار الايراني اشارت مجلة فورين بوليسي الى ان الولايات المتحدة ساعدت من دون قصد الحرس الثوري على الانتصار وان التفكير في ازالة تصنيف المجموعة الثورية كمنظمة ارهابية اجنبية ليس فكرة متأخرها بل تطور طبيعي لمحادثات فيينا – فالولايات المتحدة امطرت الايرانيين بهدايا مرضية بسلسلة من الخطوات الخاطئة التي اتخذتها ادارة بايدن وصولا الى انسحابها المهين من افغانستان والتي اعطت طهران اشارات تشجيعية لممارسة المزيد من الضغوط على ادارة بايدن العاجزة عن انقاذ اقرب المقربين لها – وينهي التقرير بالاشارة الى انه في المقابل ما حصلت عليه الولايات المتحدة ليس واضحا … وتصر ادارتها على تقديم روايات اكثر اشراقا في وقت حقيقة الواقع تشير الى سقطة افغانستان وتحقيق المشروع النووي الايراني اكبر نمو له وهو بات تحت رعاية الحرس الثوري .
اليوم نفهم لماذا افشلت مفاوضات فيينا مع الاصلاحيين ولماذا تلاقت المصالح على انجاحه حاليا حيث تقاطع ترامب – الحرس الثوري – بايدن متكامل في تحقيق النتيجة المرجوة من الاتفاق .
فاتفاق فيينا العتيد سيكون ببصمة ثورية وذات بعد ثوري بعدما كان اتفاق ٢٠١٥ دولتيا وذات هدف مؤسساتي .

لكن من يحكم ايران … ثورة الحرس

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: