المنطقة في غليان واحتمالات الحرب متقدمة

دول

في وقت ينشغل العالم بالازمة الاوكرانية وتداعياتها الدولية لاسيما على ملفات الطاقة ومصير العلاقات بين روسيا والغرب تسجل في المنطقة تطورات متسارعة تشي بتحولات جيو سياسية ما قد يقلب الكثير من الحسابات ويعيد خلط اوراق كثيرة على وقع تطور الوضع الاوكراني باتجاه المزيد من التدهور وتصاعد المواجهة بين روسيا والغرب على ارض اوكرانيا وسط ما يشير اليه بعض المحللين والمراقبين الاستراتيجيين والديبلوماسيين الى عودة شبح احتمال انزلاق الازمة نحو مواجهة دولية مباشرة خاصة وان التصاعد النوعي والكمي للمساعدات الاميركية والغربية العسكرية لاوكرانيا تجاوزت الى حد هام مجرد الاسلحة الدفاعية لتدخل حيز التزويد باسلحة هجومية من نتائجها بالامس نجاح الاوكرانيين في اغراق مدمرة روسبة في البحر الاحمر بالتزامن مع اعلان واشنطن عن شحنة تسليح الاوكرانيين بقيمة ٨٠٠ مليون دولار ( مدافع – دبابات – طائرات هليكوبتر …) وفي ظل التحذير من احتمال رد الرئيس بوتين ولجوئه الى استخدام السلاح الكيميائي وربما النووي لتسجيل انتصار ما قبل تاريخ ٩ ايار المقبل موعد الاحتفال السنوي بذكرى انتصار ما سمي بالحلفاء على النازية بنهاية الحرب العالمية الثانية .

وقد بلغ سعر برميل النفط بالامس ١١١ دولار للبرميل .

بالعودة الى المنطقة هناك ثلاثة تطورات هامة وخطيرة :

اولا : بداية نشير الى احدى اهم نتائج اجتماع وزير خارجية الولايات المتحدة انطوني بلينكن مؤخرا بالقيادة الاماراتية وتحديدا بالشيخ محمد بن زايد مؤخرا في المغرب حيث علم ان بلينكن قدم اعتذارات كبيرة للاماراتيين عن التساهل واللامبالاة اللذين ميزا مواقف ادارة الرئيس بايدن تجاه هجمات الحوثيين على دولة الامارات والمملكة العربية السعودية – فالوعود التي قطعتها واشنطن للاماراتيين ومن خلالهم الخليجيين جاء غيثها بتحرك الاسطول الخامس الاميركي باتجاه البحر الاحمر لمنع تهريب الاسلحة والمخدرات الى اليمن ولحماية باب المندب فيما يعتبر تغييرا اميركيا كبيرا في تعامل واشنطن مع دول الخليج وتهديدا تعتبره ايران لمصالحها . فتحرك الاسطول الاميركي تصعيد كبير ضد ايران بالدرجة الاولى والحوثيين لانه يحد من حركة تسليحهم لا بل يمنعها .وقد انبرى قائد الحرس الثوري منذ يومين اسماعيل قآني يهدد ويتوعد المصالح الاميركية والصهيونية في المنطقة ويجدد عدم تخليه عن الميليشيات في المنطقة ويعدها بمزيد من الدعم .فايران اذا غاضبة وقد اكد مرشد الثورة علي خامنئي ايضا في تصريحاته منذ يومين ان مستقبل ايران ليس مرتبط حصريا بملفها النووي ومحادثات فيينا وان هناك امور اخرى يجب ان تؤمن مستقبل البلاد – ما فسر على انه رسالة ايرانية بعدم الاكتراث بعد الان الملف النووي وبالتالي انتهاج التصعيد .

ثانيا : تجدد الغارات الاسرائيلية على مواقع ايرانية في سوريا فيما يبدو ان روسيا لم تستخدم ضغطها السياسي على تل ابيب وقوتها الرادعة في الميدان العسكري في سوريا لمنع اسرائيل من الاستمرار في غاراتها – ويمكن تفسير الموقف الروسي المتراخي مجددا بتداعيات حرب موسكو في اوكرانيا وانتقال اولوياتها الى اوروبا والمواجهة الدولية الحاصلة من جهة اخرى انطلاقا من رغبة موسكو في الضغط على ايران التي تبدو مستعدة للذهاب بعيدا مع الاميركيين في فيينا .

ثالثا : المأزق النووي في فيينا انعكس بصورة دراماتيكية على الداخل الاميركي حيث المفاوض الاميركي روبيرت مالي يرفض طلبات الكونغرس المثول امام لجنة استماع لاسباب عدة ليس اقلها خطورة ومصيرية الاسئلة التي سوف تطرح عليه والتي من شأن الاجابة عليها مضاعفة انعدام الثقة بالرئيس بايدن الذي يعاني من تدني شعبيته بصورة مقلقة خاصة فيما سرب من معطيات تؤكد على كارثية الاتفاق النووي الجاري اعداده وعدم تطرقه لا للبرنامج الصاروخي ولا للاذرع الميليشياوية لايران في المنطقة وتضافر الديمقراطيين والجمهوريين في معارضة الاتفاق .

بنهاية شهر نيسان الحالي سوف يصبح بمقدور ايران اجراء اول تجربة نووية لها بسبب تملكها ٤٥ كيلو من اليورانيوم المخصب بنسبة ٦٠./. ما يزيد من احتمالات تحرك اسرائيلي ما بنهاية الشهر لمنع مثل هذه التجربة والاميركيين في سباق مع الوقت قبل زيارة الرئيس الصيني المرتقبة الى المملكة لاقناع السعوديين باستعادة ثقتهم بهم اولا وبتخفيض اسعار النفط ثانيا خاصة في ظل تعرض ادارة بايدن لضغوط من الكونغرس لاعادة تقييم العلاقة مع المملكة واعادة ترميمها نظرا لحاجات الامن القومي الاميركي والامن الاقتصادي الاميركي للحليف السعودي التاريخي . المنطقة اذا في حالة غليان ومنطق القوة والتصعيد الى تصاعد وكل العوامل الدولية والاقليمية متوفرة لانفجار الاحتقان .

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: