إنقسمت القوى والمجموعات الثورية قبيل الإنتخابات النيابية على حوالي ٣٠ لائحة في كافة الدوائر، مما سيشتت أصوات المقترعين لهذه اللوائح أو حتى سيدفعهم للإمتناع عن التصويت، خصوصا مع إنسحاب عدد كبير من مرشحي التغيير، إنما التخبّط في التحالفات هو الأبرز في هذه اللوائح خصوصا وأن "الطاسة ضاعت" مع دعم بعض المرشحين، والتملّص من بعضهم الآخر من دون أي أسس واضحة، لذلك الدعم أم سحبه، وذلك يتظهّر خصوصا مع حركة "مواطنون ومواطنات" التي يتولى أمانتها العامّة الوزير السابق شربل نحاس. كما انّ لوائح الثورة في كل من دائرة الشوف - عاليه، البقاع الغربي، بيروت الأولى، بعبدا، وبعلبك الهرمل، لم تشترك مع لوائح ممفد "قادرين" بإعتبار أنهم حالة لتمزيق ثورة ١٧ تشرين، وينتمون إلى محور الممانعة تحت غطاء ثوري، بينما في دائرة المتن الشمالي فهم مجموعين مع لائحة "نحو الدولة" ضد لائحة أخرى تغييرية مدعومة من حزبيّ الكتائب اللبنانية والكتلة الوطنية، وكذلك في دائرتيّ الشوف -عاليه وبعبدا، أما المفارقة أن "ممفد" في دائرتي الجنوب الثانية والثالثة متحالفة مع المجموعات التغييرية الأخرى، على إعتبار أنهم "أبطال" يتعرضون للإضطهاد والقمع من محور الممانعة، كذلك في المتن الشمالي ، إذ انّ لائحة "ممفد" تضّم عدداً من المجموعات ضد لائحة مدعومة من الكتائب اللبنانية والكتلة الوطنية، بإعتبار أنهم من ضمن "كلن يعني كلن".
لا شك في أن نحاس الذي بات يعرف جيدا "حدوده" التي وضعها له حزب الله ليس فقط في خطاباته وممارساته، بل أيضا في طريقة تفكيره وبرنامجه الذي يحاول الدخول عبره إلى المجلس، وهذا ما يتجلّى أكثر وأكثر في عدد من الأسماء المرشحين على لوائح "ممفد" المعروفين سابقا بمواقفهم اللينة بوجه سلاح الحزب، ويكاد يكون أبرز هذه الأسماء الإعلامي المرشح عن دائرة جبل لبنان الثانية جاد غصن، وموقفه الضبابي من السلاح. إنما الأهم من هذا كله هي الحالة السلبية التي يحاول نحاس خلقها عند الأصوات التغييرية، من خلال تقسيم اللوائح وزيادتها في عدد كبير من الدوائر، مع الاشارة الى إن احجام المجموعات واللوائح والأحزاب تتمثّل وتظهر حصرا في أرقام المقترعين لها، لا بأعداد الترشيح وكثرة الإنتشار في الدوائر، لهدر أصوات الناس ومساعدة لوائح السلطة على الفوز أكثر.
لا شك في أن غياب الخطة الواضحة لقوى الثورة هي التي أوصلتهم إلى مرحلة فقدوا فيها حتى قدرة الإتفاق على "الصالح والطالح" في الدولة من وجهة نظرهم، إلا أن السؤال يبقى، هل أصبحت ممفد بقيادة شربل نحاس هي رأس الحربة في دوائر معيّنة بإعتبارها البديل عن قوى الممانعة، لإمتصاص الغضب في عدد من الدوائر وتشتيت الأصوات، وفي دوائر أخرى هي "المندسة" ضمن صفوف الثورة لتخريب الإتفاق في ما بينهم... من الصادق إذا؟الجواب في ١٦ أيار بعد تبلور الكتل النيابية!