تتجه انظار اللبنانيين الى المشهد الانتخابي في 6 و8 ايار الجاري في دول الاغتراب، حيث يناضل اللبنانيون الهاربون من جهنم، من اجل لقمة العيش وإنعاش وطنهم المهدّد بالزوال، على ايدي سلطته واغلبية سياسييه، فالكل يترّقب هذا الاستحقاق بحثاً عن تغيير ما قد يحدث ، فالمراهنات كثيرة والترقّب سيّد الموقف من الداخل اللبناني، والمجتمع الدولي الذي ينظر الى تاريخ 15 ايار بتفاؤل كبير، لعّل الشعب يختار هذه المرة تحت عنوان واحد:" صوّتوا بضمير".واللافت انّ الحماسة الانتخابية برزت اولاً في دول الاغتراب، حيث قامت بعض الاحزاب اللبنانية منذ اشهر بشدّ العصب، والحملات من اجل المشاركة بقوة، بهدف إحداث مشهد سياسي جديد، الامر الذي وجّه الانظار بقوة الى اللبنانيين المنتشرين، بعد الهجرة الواسعة ومن كل الطوائف والتي بدت غير مسبوقة، بالتزامن مع الازمات والانهيارات والكوارث المعيشية والاقتصادية التي يعيشها اللبنانيون في وطنهم.
من هذا المنطلق برزت ملامح التغيير النيابي، في اهداف اللبنانيين المقيمين في الخارج، الذين يعوّل عليهم في الداخل لإحداث مفاجآت في صناديق الاقتراع هناك، قد تساهم في إحداثها الاسباب التي دفعت بهؤلاء الى الهجرة وترك الوطن بعيداً عن عائلاتهم، وهذا ما ظهر من خلال الاعداد المرتفعة في نسبة تسجيل المغتربين المشاركين في هذا الاستحقاق ، لذا في 6 و8 ايار الجاري ستظهر ملامح جديدة ايجابية، وفق المراقبين على ان تكون صورة لما سيكون في الداخل بتاريخ 15 ايار، لانّ اللبنانيين سيتأثرون بالتأكيد بما سيفعله المغتربون التواقون الى عودة لبنان الى سابق عهده.في غضون ذلك، ينقل المراقبون رغبة المغتربين بهذه العملية الديموقراطية، ويعتبرون انه مهما حاول البعض التسويق بوجود عراقيل، من ضمنها تحديات التمويل وعدم التنسيق، فالانتخابات ستجري، والتمويل اقرّ الشهر الماضي في المجلس بفتح اعتماد استثنائي في الموازنة العامة للعام 2022 قيمته 320 مليار ليرة، 260 مليار ليرة منها لوزارة الداخلية والبلديات و60 مليار ليرة لوزارة الخارجية والمغتربين، وذلك لتغطية نفقات الانتخابات النيابية في الوطن والانتشار.
وفي هذا الاطار الدعوات موجهّة بقوة الى المغتربين، للتصويت بكثافة وإختيار المرشح السيادي، وإبراز صوتهم لانه حق لهم، وبالتالي فالاختيار الصح سيكون مرتبطاً بعودتكم الى الوطن الام، الذي غُيبتم عنه بسبب فسادهم وسرقاتهم، لذا تذكّروا شيئاً هاماً عندما تدخلون العازل... عودة لبنان الوطن الى سابق عهده مرهونة بصوتكم ...