يلعب المال الانتخابي الدور الاكبر في المعركة الانتخابية القائمة اليوم، وقبل ايام قليلة من الاستحقاق سترتفع وتيرته اكثر، في ظل وضع معيشي صعب وفقر وجوع وحاجات ملحّة يحتاجها المواطنون، الامر الذي ساعد اغلبية المرشحين الباحثين عن جمهور يُسهّل عليهم المهمة في صناديق الاقتراع، عارضين عليهم تسعيرات انتخابية مختلفة، بحسب عدد افراد عائلة الناخب واقربائه واصدقائه، وبحسب حجم المعركة الانتخابية التي يخوضها المرشح، فإن كانت على “الحفّة” اي حظوظه قليلة، فالسعر يرتفع خصوصاً اذا كان طامحاً كثيراً للقب “سعادتك” والنمرة الزرقاء و”التشبيح”، بهدف دخول عالم الجنّة النيابية، لانّ ممثليّ الامة باتوا في لبنان الحاكمين بأمرهم ولا احد قادر على هزّ عروشهم، إلا اذا إستيقظ الشعب هذا الاحد من سباته العميق، وإنتقم ممَن اوصلوه مع كل الطقم الحاكم الى قعر الهاوية.الى ذلك ثمة تقارير تؤكد لجوء اكثرية المرشحين الى استخدام الرشاوى، الأمر الذي سيؤثر سلباً على خيارات الناخبين، فصورة المرشح على سيارة الناخب دخلت ضمن جدول مالي لا باس به، اما مَن يرتدي” تيشرت” صورة المرشح البهية له تسعيرة “محترمة”، والصوت الانتخابي يتراوح هذا الاسبوع بين مليون و3 ملايين ليرة، وليلة السبت قد يصل الى 5 ملايين او ما يعادله بالعملة الخضراء، التي إشتاق اليها الناخب، اما الطامة الكبرى فمساء الاحد وقبل ساعات قليلة من إقفال صناديق الاقتراع، خصوصاً اذا كان “الدق محشور” والمرشح في طريقه الى الرسوب، فالرشوة تصل الى الف دولار، وعندها تتغيّر النتيجة لتصّب في خانة المرشح الذي سيصبح ليل الاحد – الاثنين سعادة النائب، وبعدها لن ترون مرشحكم إلا بعد اربع سنوات لان المثل يقول:” يللي بيشتريك بيرجع ببيعك”.إنطلاقاً من هنا فهذا البازار مرفوض بقوة، في الوقت الذي يتوق فيه اللبنانيون الى التغيير، وقلب الوضع رأساً على عقب، مع التشديد على رفض إي إستغلال من قبل بعض الباحثين عن منصب لا يستحقونه.لذا آن الآوان للتخلّي عن هذه العقلية، وإختيار المرشح عن قناعة ومن خلال برنامج انتخابي طامح لتحقيقه، والاستعانة دائماً بمقولة: ” إحسنوا إختياركم لممثليكم هذه المرة، لانها الفرصة الوحيدة للخروج من جهنم التي وُعدنا بها وتحققت فعلياً، مع ضرورة ان نتذكّر لحظة دخولنا وراء العازل الانتخابي، بأننا لسنا سلعة تباع لمَن اوصلنا الى الخراب”.
لذا إنتفضوا بقوة وثوروا، وإختاروا مَن يستحق فعلياً ان يمثل طموحاتكم واحلامكم بوطن يحفظ كرامتكم اولاً واخيراً…