بقذارة عقل تكفيري، ومن هاتف ذكي بين يدي جاهل وغبي ومتعصّب، إنطلقت كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الإجتماعي عبارة " حرام الترحّم على نصرانية، مشرِكة وكافرة... لأن الترحّم على مثلها إثم".النصرانية التي أفتى بعدم جواز الترحّم عليها عنصريون حتى العضم هي الصحافية شيرين أبو عاقلة التي ناضلت حتى " الحرف الأخير" في سبيل قضية بلدها فلسطين، والتي إغتيلت ثلاث مرات : الأولى يوم سقطت على أرض جنّين الفلسطينية برصاص غادرٍ في الرأس أثناء أدائها لمهمتها الصحفية، والثالثة يوم تعدى الإسرائيليون على موكب تشييعها، وبينهما المرة الثانية يوم أنكر عليها الظلاميون الرحمة ولا حتى لقب " شهيدة" لأنها نصرانية، في ظاهرة مستهجنة تتخطى الأنبياء والأولياء والكتب المقدسة.في يوم من الأيام كتب الشاعر والأديب الفلسطيني محمود درويش عن عشقه لبلده" إن سألوك عن فلسطين فقل لهم ...بها شهيد، يسعفه شهيد، يصوره شهيد، يودّعه شهيد ويصلي عليه شهيد"، فالرحمة تجوز لأمثالك يا شيرين، أيتها النصرانية التي إستشهدت على دِين فلسطين...
