هي دائرة بيروت الأولى، أو الأصح دائرة بيروت المنكوبة بعَصف انفجار دمّر قلبها وغالبية مناطقها السكنية من الأشرفية الى الرميل، الصيفي، المدوّر، الجميزة، المرفأ، الكرنتينا ومار مخايل، فخسرت العديد من أبنائها أو المقيمين فيها من لبنانيين وأجانب الذين سقطوا شهداء أهمال أو تواطؤ منظومة حاكمة أدرجت بعد فعلتها الشنيعة هذه، وبعد سنة وتسعة أشهر وبكل وقاحة، على اللوائح الإنتخابية لأحزابها أسماء مرشحين مدّعى عليهم في ملف ثالث انفجار غير نووي على صعيد العالم، و"ربحوا كمان".
هي الدائرة التي سجلت بالأمس واحدة من أدنى النسب من حيث اقتراع ناخبيها البالغ عددهم على لوائح الشطب ١٣٤،٨٨٣ فأين هم أبناء بيروت الأولى، لماذا غابوا عن المشهد الإنتخابي بالأمس، وما العبرة من صمتهم المطبق على هدر دمائهم وأنين جروحهم ودمار ممتلكاتهم؟
هل هو الإحباط أم اليأس نتيجة مساعٍ لطمس الحقائق وتشريد العدالة عن إنفجار طالهم بالمباشر، كما طال كل لبنان " عن بعد"؟
ظاهرة النسبة المتدنية في بيروت الأولى كانت لافتة، أما الأجوبة عن كل الأسئلة المطروحة أعلاه فهي حتماً لدى المحقق العدلي القاضي طارق البيطار…" وتبقوا حاسبونا".
