الخطوط الحمراء الأميركية من جولات جو بايدن

f1682b94-e3e5-4b42-87da-c47c86840720

يقوم الرئيس الأميركي جو بايدن بجولة آسيوية بدأها بكوريا الجنوبية لينتقل من ثم الى اليابان .هذه الجولة في توقيتها تعكس أمرين أساسيين :

الأمر الأول الأهمية القصوى التي لا تزال إدارة بايدن توليها لتحالفاتها الاستراتيجية مع دول تشكل رأس حربة لمواجهة كل من الصين وكوريا الشمالية .

الأمر الثاني عدم حجب الحرب في أوتكرانيا وتداعياتها أنظار واشنطن عن العدو الأساسي لها الا وهو الصين .

هذه الزيارة تأتي في ثاني تحرك للرئيس بايدن بعد جولته الأوروبية والتي كان قد شارك خلالها في اجتماعات الناتو و"مجموعة السبعة" واجتماعات دورة الإتحاد الأوروبي من أجل إيصال رسالة واضحة الى الرئيس فلاديمير بوتين بأن واشنطن الى جانب حلفائها لمساندة أوكرانيا في مواجهة غزوه لها وتهديده الأمن الأوروبي الجماعي .وقد وقّع الرئيس بايدن قبيل بدء جولته الآسيوية على قرار منح أوكرانيا ٤٠ مليار دولار أميركي بعد إقرارها من الكونغرس الاميركي .

في الواقع، يمكن القول إن واشنطن وفت بالقسم الأكبر من الدعم الذي توقعته كييف منها ما سمح للرئيس بايدن بالإنتقال الى ملف إقليمي آخر لا يقل خطورة وسخونة الا وهو ملف الصين وكوريا الشمالية حيث يخيم شبح تجربة نووية لكوريا الشمالية محتملة على زيارته، وهو يعتبر أن مواجهة الولايات المتحدة الأميركية والصين هي الموضوع الجيوسياسي الرئيسي للسنوات المقبلة.والجدير ذكره أن الولايات المتحدة تقدر أن هناك "احتمالاً حقيقياً بأن تجري كوريا الشمالية "تجربة صاروخية أخرى" أو "تجربة نووية" خلال زيارة بايدن.هذا وأعلن رئيس كوريا الجنوبية المنتخب حديثاً يون سوك-يول للصحافيين الجمعة أن زيارة بايدن فرصة لتعزيز العلاقات بين سيول وواشنطن وجعلها "أكثر شمولية".وسيعقد بايدن إجتماعات مع رئيس وزراء اليابان ويشارك خلال وجوده في طوكيو في القمة الإقليمية للتحالف الرباعي (كواد) الذي يضم أستراليا والهند واليابان والولايات المتحدة، وأهمية هذا التحالف أنه يرسل رسالة واضحة ال الصين من مغبة المخاطرة في مهاجمة تايوان كي لا تواجه ما واجهه الرئيس بوتين في أوكرانيا .

وفي هذا السياق، أوضح مستشار الأمن القومي جايك ساليفان أنّ الولايات المتحدة تريد "تأكيد صورة ما يمكن أن يكون عليه العالم إذا اجتمعت الديموقراطيات والمجتمعات المنفتحة لإملاء قواعد العمل (وفق) حس القيادة الأميركي".وتابع "نعتبر أن هذه الرسالة ستصل إلى بكين، لكنها ليست رسالة سلبية وليست موجهة إلى دولة واحدة".كذلك، ستكون الصين وتايوان في الواجهة. وكان مدير وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) وليام بيرنز قد صرح أن الصين تتابع "عن كثب" الغزو الروسي لأوكرانيا، وستأخذ على الأرجح العِبر من هذا النزاع بشأن "التكاليف والتداعيات" لتكييف خططها الهادفة إلى السيطرة على تايوان.ويذكر أن إدارة بايدن أبدت مراراً إستعدادها للتواصل مع كوريا الشمالية، لكن الأخيرة لم تتجاوب وكثفت إطلاق الصواريخ منذ بداية العام.وتتوقع سيول وواشنطن أ

وتتوقع سيول وواشنطن أن تستأنف بيونغ يانغ التجارب النووية على الفور، بعد أن أجرت ست تجارب بين عامي 2006 و2017.جايك ساليفان أكد في هذا الإطار أن إجراء كوريا الشمالية تجربة نووية سيؤدي إلى "تعديلات في وضع قواتنا المسلحة في المنطقة"، لكنه نفى أن يُنظر إلى مثل هذا الحدث على أنه انتكاسة لدبلوماسية البيت الابيض معتبراً أن "من شأن زيارة بايدن لكوريا الجنوبية أن تؤكد إحدى الرسائل الرئيسية لهذه الرحلة، وهي أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب حلفائها وشركائها".فزيارات الرئيس بايدن يبدو أنها ترسم الخطوط الحمر الجيو سياسية الأميركية لكل من روسيا والصين وكوريا الشمالية، إذ أنه في بولونيا وأوروبا رسم بايدن لبوتين خطاً أحمراً أوروبياً، وفي كوريا الجنوبية واليابان سيرسم خط أحمراً للصين، وفي محطته الثالثة المقررة في الشرق الأوسط في شهر حزيران المقبل سيرسم أكثر من خط أحمر للروس والصين ومن يتحالف معهم وفي طليعتهم إيران .

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: