في تعليق على المشهدية الأخيرة التي أظهرتها الانتخابات النيابية وبلورتها جلسة مجلس النواب، علّق المحلل السياسي جورج أبو صعب بالقول إن “تطورات الأيام القليلة الماضية ولاسيما جلسة مجلس النواب الأولى أثبتت عدة أمور، ليس أقلها أن انتقال الأكثرية من ضفة الى أخرى لا يعني تسلّم الحكم وإدارة البلاد في ظل تحكّم السلاح بمفاصل التركيبة الداخلية واختزاله لمكوّن لبناني أصلي في المجلس ما يتيح له استمرار إمساكه بأقلية متراصة مؤثرة، مضيفاً “من يراهن على تغيير حزب الله لسياسته ونهجه من تلقاء نفسه بناءً على إفرازات الانتخابات الأخيرة واهمٌ لأن أي تغيير من هذا النوع يجب البحث عنه في طهران وليس في حارة حريك.
إيران هي مفتاح التغيير وطالما لم تغير نهجها الإقليمي فلا شيء في لبنان يمكن أن يتغير ولو فازت عشرات الأكثريات عليه”.
ومن هذا المنطلق قال أبو صعب إن ” ما حصل في ١٥ ايار الماضي بداية متواضعة للتغيير لكنها أيضاً بداية صدام سياسي كبير طالما أن الحزب يرفض الاعتراف بأقليته البرلمانية وبحكم الأكثرية عددياً ولو كانت مشتتة سياسياً الى الآن، وأمينه العام يدعو لتأجيل البحث بسلاحه لسنتين مكابراً وخافياً ارتباك فريقه الأكثر تراصفاً، خاتماً “يبقى أن المعارضة التغييرية والسيادية في المجلس، إن لم تنجح في التحوّل الى جبهة سيادية ضاغطة ستتحول بدورها الى أقليات لا تبني أكثريات، وتكون الانتخابات قد أفرزت أحجاماً معزولة عن بعضها لا أغلبية برلمانية فيها ولا تأثيرات فاعلة على الحياة التشريعية، فهل تكون كثرة التنوّع نعمة أو نقمة؟”
