أوكرانيا … وما بعد بعد الشرق الأوسط

صور-علم-اوكرانيا-20228

لا تزال حرب أوكرانيا تستغرق أياماً وأسابيع وأشهراً في ما بات يمكن تسميته بحرب استنزاف يحاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تقصير أمدها قدر الإمكان منعاً ” لفيَتنَمة” ( من فييتنام ) التدخّل العسكري الروسي، أي إغراقه في وحول يريدها الأميركيون والبريطانيون والأوروبيون في غالبيتهم العظمى.بموازاة تلك الحرب وتداعياتها الكارثية على الأمن الغدائي العالمي إن لم يتم تداركها سريعاً جداً، وبتأثر بها في جزء هام، بات التفاوض في الملف النووي في عنق الزجاجة، فواشنطن بايدن لا تستطيع الذهاب الى المزيد من التنازلات عشية انتخابات نصفية للكونغرس قد تفقد الديمقراطيين غالبيتهم وتشلّ بالتالي الباقي من عهد الرئيس جو بايدن خصوصاً في ظل الاعتراض الواسع من داخل الجمهوريين وقسم من الديمقراطيين ومن حلفاء واشنطن في المنطقة، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية التي سيزورها الرئيس الأميركي واسرائيل ودولة الإمارات العربية على أية استجاب لشرطَي طهران حول رفع كامل العقوبات ورفع الحظر عن الحرس الثوري.

إيران من جهتها وهي تدرك صعوبة موافقة الولايات المتحدة على طلباتها، تحاول اتخاذ الرفض الأميركي ذريعةً لاستكمال التخصيب في ظل ما يحكى عن ضغوط داخلية في إيران تُمارس على مرشد الثورة علي خامنئي للإفتاء بإمكانية تصنيع القنبلة النووية بعد أن دأب المرشد على تحريم استخدام التخصيب لأغراض عسكرية.الأوروبيون من جهتهم يهمهم استئناف مفاوضات فيينا ولكنهم فقدوا الأمل بأي تقدّم على هذا المحور الديبلوماسي في ظل تداعيات حرب أوكرانيا ووضعية كل من واشنطن وطهران المحشورتَين وفق التوصيف أعلاه،وبالتالي فإن الأوضاع في المنطقة مرشحة الى مزيد من التصعيد، وإسرائيل التي أعلنت الحرب على إيران منذ فترة تواصل كما بالأمس و في الساعات الماضية، ضرب المواقع الإيرانية في سوريا وربما يتوسّع عملها الى داخل إيران، علماً أن تل أبيب تستكمل مخطط تصفية علماء وضباط إيرانيين على وتيرة أسبوعية تصاعدية.من هنا يجب إذا لم يحصل أي تطور ديبلوماسي، توقّع أن تتوسّع الحرب في أوكرانيا بدخول شقيقتها الحرب في الشرق الأوسط حيز التنفيذ، خصوصاً وأن واشنطن ليست في وارد الدخول العسكري مجدداً الى المنطقة، وفي نفس الوقت لا تريد استفزاز حلفائها وبخاصة الخليجيين وإسرائيل في لحظة هي فيها بأمس الحاجة للطاقة ولمحاصرة روسيا إقليمياً ودولياً.

الأيام والأسابيع القليلة المقبلة حافلة وخطيرة جداً لأن الانسداد الإقليمي والدولي في الشرق الأوسط يُنذر بانفجار كبير قد يكون حقل كاريش من علاماته.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: