“عنتريات” باسيل و”تهشيل” السياح

bassil

كثرت في الفترة الاخيرة “المواقف الاستراتيجية” التي يطلقها رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في ملف النفط والغاز وترسيم الحدود البحرية والخطين 23 و29 في إطار العراضات الإعلامية فيما
لم يقدم كفريق سياسي على خطوات جدية لحسم مسألة الخطين تعكس حرصه على ثروة لبنان النفطية والغازية. مع العلم ان مؤسسه العماد ميشال عون يتربّع على كرسي رئاسة الجمهورية في بعبدا وهو المعني الاول بالمفاوضات وانه يتحكم بوزارة الخارجية اللبنانية عبر سيطرته على هذه الحقيبة في الحكومات المتعاقبة مؤخراً.

فبعد إطلاقه معادلة “حقل قانا مقابل حقل كاريش” في موقف غير مسؤول تحوم حوله علامات إستفهام لإن ما هو مضمون في كاريش غير مضمون في قانا وكمن يبيع “السمك في البحر”، غرّد باسيل صباح 25/6/2022 مهدّداً إسرائيل بأنه في حال عدم الجواب بشأن الحل الممكن للخطوط والحقول في البحر “فعليها بأقل تقدير، سحب الباخرة بعيداً عن حقل كاريش، فلا يكفي ان تكون متوقفة جنوب الخط ٢٩؛ هذا إن ارادت اسرائيل تجنّب التصعيد الخطير”.

باسيل ينسب لنفسه دوراً ليس له ويهدّد بـ”زند” غيره، إذ إن أي تصعيد خطير مرتبط لبنانياً فقط بـ”حزب الله” والحسابات الايرانية وأي موقف خارج إطار حارة حريك لا يؤخذ على محمل الجد. فهامش المناورة والمراوغة السياسية الذي يتركه “حزب الله” لحلفائه و”السرايا السياسية” لديه يسقط حكماً عندما يتناول الامر المسائل الاستراتجية إلا متى كان الامر بإيعاز منه.

أقل ضرر لـ”عنتريات” باسيل – إن كانت من عندياته – أنها “تهشّل” السياح وتضرب موسم الصيف الذي تعوّل عليه السلطة الحاكمة لتأمين مداخيل بالعملة الاجنبية. أما إن كانت مطلوبة منه تمهيداً لتكرار سيناريو “الصيف الواعد” الذي بشّر به امين عام “الحزب” حسن نصرالله اللبنانيين عام 2006 قبل أن يستقبلهم بحرب تموز، فتكون لتأمين غطاء لمغامرة جديدة لـ”حزب الله” على وقع تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في 22/6/2022 عبر سلسلة “تغريدات” تويترية بإعادة اجتياح لبنان وتكبيد حزب الله “ثمناً باهظاً” بأي عملية عسكرية محتملة حيث قال “إذا لزم الأمر منا القيام بعملية في لبنان، فستكون قوية ودقيقة. وستكلف مبعوث إيران؛ حزب الله ثمناً باهظاً وكذلك دولة لبنان. في مواجهة أي تهديد لمواطني إسرائيل، لن تكون أي بنية تحتية تستخدم لإلحاق الأذى بنا تحت الحصانة”.

في كلا الحالتين، لبنان يغرق أكثر فأكثر في مستنقع الانهيار وثمة من يدفع به الى مزيد من الانحدار وصولاً ربما الى “مغامرات جنونية” على شاكلة “لو كنت أعلم” وإنتهاء بالانتحار.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: