كان من المتوقع ان تصل الاوضاع الحكومية مع رئيس الوزراء البريطاني الحالي بوريس جونسون، الى هذه النتيجة مع تراكم الفضائح منذ الحفلات المخالفة لتدابير كورونا التي اقامها في مقرّه، وصولا الى مواقفه المتساهلة وما وصف بأكاذيبه، والإدانات لما وصف بالخداع و"ثقافة الفضائح" في إدارته.وان كان يبقى جونسون رجل البريكسيت في ضمير البريطانيين، الذي سيحفظه له التاريخ الا ان استمراره في ادارة البلاد بات مستحيلا، مع تخلي اقرب المقربين منه في حزب المحافظين وانقسام الحزب داخليا بسبب سياساته .مع توالي الاستقالات في الساعات الاخيرة بشكل متسارع، في صفوف الوزراء واعضاء الحزب بما وصف بسابقة لم يشهد لها مثيل في تاريخ بريطانيا السياسي، انهارت سلطة بوريس جونسون بصورة دراماتيكية .وقد استقال في الامس وزير الدولة البريطاني للطفولة والأسرة ويل كوينس، كما استقالت لورا تروت مساعدة وزير الدولة لشؤون النقل.وقال كوينس إنه لم يجد خيارا آخر بعدما نقل "بحسن نية" معلومات إلى وسائل الإعلام، حصل عليها من مكتب رئيس الوزراء "وتبين أنها غير صحيحة".من جهتها، قالت مساعدة وزير الدولة لشؤون النقل، إنها استقالت لأنها فقدت الثقة بالحكومة.واستقال، مساء الثلاثاء وزير المالية ريشي سوناك ووزير الصحة ساجد جاويد، وقال كل منهما إنه لم يعد بوسعه تحمل "ثقافة الفضائح" التي لاحقت جونسون على مدى شهور.وفي خطاب استقالته، اتهم سوناك رئيسَ الوزراء بالرغبة في خداع الشعب البريطاني بشأن الحالة الحقيقية للاقتصاد، وشدد على أنه لن يكون شريكا له في ذلك الخداع.وكان من المتوقع ان يواجه جونسون يوم امس جلسة المساءلة الأسبوعية، التي كان من المتوقع أن تكون أكثر سخونة من المعتاد .ماليا تجري مفاوضات بين جونسون واركان حزبه، لتأمين بديل لرئاسة الحزب المحافظ لانه وبحسب الدستور البريطاني، رئيس الحزب يكون رئيس وزراء بريطانيا، ما يمكن ان يمدّد لأيام مغادرة جونسون مكاتبه في ١٠ داون ستريت الى حين انتخاب البديل .الا ان الاكيد ان عهد بوريس جونسون انتهى، ومعه يقلب البريطانيون صفحة جديدة من تاريخ خروجهم من الاتحاد الاوروبي .
