لا صوت يعلو على صوت الاستحقاق الرئاسي الذي بات قبلة الأنظار والشغل الشاغل لأهل السياسة وقد تخطى ما يجري من مساع متعثرة لتشكيل الحكومة العتيدة، وينقل وفق المعلومات والمعطيات من المواكبين والمتابعين لمسار الانتخابات الرئاسية، أن هناك بعض الإشارات يمكن البناء عليها نظراً لأهميتها وما حملته من رسائل يجب التوقف عندها، اذ ومن خلال البند المتعلق بلبنان الذي صدر عن القمة الخليجية في جدة حملت عبارة دعم القوات المسلحة اللبنانية أكثر من تعويل أي الوصول الى الاستحقاق الرئاسي، حيث ثمة رغبة أميركية مؤيدة لقائد الجيش العماد جوزيف عون الذي تربطه علاقة وثيقة بواشنطن والمملكة العربية السعودية، وصولاً الى ما قاله رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، بما معناه اذا كان هناك اجماع لانتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية، فالقوات اللبنانية ستدعمه وتنتخبه، وقد يكون جعجع التقط إشارات عربية ودولية من خلال ما أشار اليه في هذا السياق، وربطاً لما تشير اليه أوساط بارزة في الحزب التقدمي الاشتراكي بأنها تريد رئيساً توافقياً لا من 14 أو 8 آذار، مما يسلّط الضوء على قائد الجيش، ولكن يبقى أن لبنان بلد متحرك والاستحقاق الرئاسي يُحسم في الربع ساعة الأخير، وتبقى كل الاحتمالات واردة بانتظار تبلور الأجواء الإقليمية والدولية وعندها يُبنى على الشيء مقتضاه داخلياً.
