هل يتخلّى "التيار" عن "حقوق المسيحيين"؟

824467 (1)

لطالما رفع التيار الوطني الحر شعار استعادة حقوق المسيحيين في كلّ معاركه السياسية، وها هو اليوم وعلى لسان رئيسه جبران باسيل وعدد من نوّابه يُجاهر بترسيخه مع انتخاب الرئيس عون معادلة أنّ "الفريق الاكثر تمثيلاً ضمن طائفته هو الممثل الشرعي لها ضمن النظام اللبناني"، ذلك في إطار الحديث عن استحقاق الانتخابات الرئاسية.

وقد أسفرت الانتخابات النيابية الاخيرة عن قوّتين سياسيتين حازتا معاً على أكثر من نصف الاصوات المسيحية بينما توزّع بقية التأييد على عشرات الاحزاب والتيارات والشخصيات بنسبٍ ضئيلة جداً لكلّ منها.

تصدّر حزب القوات اللبنانية المرتبة الاولى لدى المسيحيين بنسبة ٣١٪؜ فيما حلّ التيار الوطني الحر ثانياً مع ٢٠٪؜، وبالتالي قد آل موقع "المسيحي الاقوى" شعبياً لرئيس "القوات" سمير جعجع من دون منازع، ليليه النائب باسيل بفارق مئوي كبير.

ووفق معادلة الاكثر تمثيلاً لدى طائفته التي طُبقّت في انتخابات الرئاستين الثانية والثالثة، يُعدّ جعجع هو الشخصية التي اختارتها الطوائف المسيحية ليُصبح رئيساً للجمهورية بعد عون.

ومع انعدام حظوظه الرئاسية لأسباب عدّة داخلية وخارجية، كما فقدانه القدرة التمثيلية الاولى لدى المسيحيين، يقف اليوم باسيل أمام امتحان كبير قد يُطيح بكافّة مسيرته السياسية ويُعرّي مصداقيّته أمام الرأي العام وجمهوره على وجه الخصوص في حال لم يلتزم معادلة "دعم المرشّح الاكثر تمثيلا" التي يدّعي فرضها.

فهل يلجأ باسيل إلى ترشيح خصمه جعجع خلفاً لعون في حال تلمّس عدم إمكانية وصوله أو ينقلب على ما رفعه من شعارات ويتّجه كرمى المحور السياسي الذي ينتمي لدعم الوزير السابق سليمان فرنجية الذي لا يملك سوى ٢٪؜ من تأييد المسيحيين أو أيّ شخصية أخرى لا تملك أيّ تمثيل شعبي؟

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: