في خضم الازمات التي تعصف باللبنانيين، أطلقت النائبة سينتيا زرازير قنبلة عبر حديثها عن تنمّر تعرضت له من زملائها النواب ومضايقات في ساحة النجمة. هذه القنبلة المتفجرة تكاد تتحول الى دخانية أو صوتية جراء المواقف الشارحة التي تطلقها زرازير وآخرها عبر صحيفة “النهار” في 27/8/2022.
بادئ ذي بدء، أي تنمّر بحق أي أحد – نائباً كان أم إنساناً عادياً – مدان وكذلك اي تحرش جنسي أكان بالمباشر أو غير المباشر. كما ان التهكم على اي عائلة من قبل بعض نواب الامة وإستبدال عائلة زرازير بكلمة “صراصير” أمر معيب ومخجل.
كذلك، فإن أقل ما يقال في البيان الصادر عن الأمانة العامة لمجلس النواب – والذي إعتبر أن كلام زارزير “غير صحيح جملة وتفصيلاً” و”افتراء ومجافٍ للحقيقة” – أنه بيان “رفع عتب” ولا يرقى الى مستوى هكذا فضيحة. فهو تلطى خلف مقولة “تربأ الامانة العامة بنفسها الرد” ولم يقارب اتهامات زارزير على محمل الجد. الأمر غير مستغرب في مجلس حرسه جسم شارد عن المؤسسات العسكرية في لبنان وعناصره حكرٌ على مذهب طائفي واحد ولون سياسي فاقع وهم أشبه بميليشيا “طبل وزمر” لا تسوسهم القوانين.
تقول زرازير لـ”النهار” “إن نواباً كانوا جالسين الى جانب النائب قبلان قبلان “تنمّروا عليها” ووصل الأمر الى تحوير عائلتها الى “صراصير” ما أثار غضبها. الامر صحيح بشهادة رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب كميل دوري شمعون الذي غرّد قائلاً: “ما تعرَّضت له زميلتي النائب سينتيا زرازير حصل أمامي أمس داخل مجلس النواب، تصرف نواب “حركة أمل” تجاهها يعتبر قلة احترام”. مستوى معيب داخل البرلمان اللبناني!”. فلماذا لا تسميهم زرازير بالاسم؟ ولماذا لا يفتح مجلس النواب تحقيقاً جدياً ويستدعي شمعون كشاهد؟
كشفت زرازير عن وجود مجلات إباحية وواقيات ذكرية داخل مكتبها الذي تسلّمته من الأمانة العامة للمجلس وهو كان مخصّصاً للنائب السابق بكر الحجيري الذي أوضح أنه لم يدخله منذ انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020 . وعندما سألت “النهار” زرازير عن عدم توثيق ما كان يحتويه المكتب أكدت أنها لم توثّق الكثير ممّا جرى معها منذ اليوم الأول لدخولها ساحة النجمة ممثلةً عن الشعب اللبناني لا كناشطة في حراك 17 تشرين الأول!!! فهل يعقل ان لا تعمد الى تصوير فضيحة بهذا الحجم وجميعنا يذكر كيف ان النواب الـ13 وصلوا الى المجلس وهم ينقلون دخولهم الى ساحة النجمة مباشرة عبر Facebook ويلتقطون الـSelfies؟
تقول زرازير: “أنا لا أعرف إن كانت سيارتي ستُسرق إذا ركنتها خارج المواقف وحتى حقيبتي أخشى عليها من السرقة لأن ثلاثة أرباع المجلس حرامية”، أليست شعبوية لا تليق بنائب؟!أما كلام زرازير أنها سمعت قبل 10 أيام تحذيراً مفاده “انت حقك رصاصة”، فكيف له أن يمر مرور الكرام؟!! لماذا لا تسمي من نقل لها هذا التحذير ولا تدعي قانوناً على من هدّدها فلا يبقى كلامها في إطار المناكفات السياسية والعراضات الكلامية؟!
تلفت زرازير الى انّ الرسالة وصلتها من موظف كبير في المجلس عبر زميلتها بولا يعقوبيان وفيها شرح للخلاف الذي حصل في الجلسة وأن النائب قبلان “حردان لأنها لم تعزّه بوفاة والدته”، لماذا لا تسمي الموظف فتقطع الطريق على المشككين؟!تسأل زرازير: “النائب نديم الجميّل يقول أكثر ممّا نقوله ولا أحد يردّ عليه أو يتصدّى له من النواب، ولماذا يعتمدون تصرّفاً مغايراً معنا؟، أليس هكذا كلام “ولادي” معيب وأشبه بـ”سنغوف سنغوف”؟!! أليس هذا إستخفاف بالنائب نديم الجميل؟! أليس الامر أشبه بأسلوب بعض النواب الذي تتشكى منه زرازير؟!
يبقى من أهم ما جاء في مقابلة زرازير قولها إنها سألت قائد الجيش العماد جوزف عون عما إن كان يحق لها إدخال مسدّسها الى المجلس النيابي، فأجابها إيجاباً، وتوضح “اشتريت مسدساً ولن أدخل المجلس إلا متسلحة به ما دام القانون كما شرح لي العماد عون يسمح بذلك”!!! اليس هذا التصرف يشكل إقراراً من زرازير ورفاقها بأن الواقع اللبناني الامني يستعدي إستخدام مواكب ومرافقين وبأن إنتقادهم لذلك وحضور بعضهم منفرداً او على دراجة ليس إلا من باب العراضات الشعبوية؟! ولماذا إقحام قائد الجيش؟! الاخطر، هل هذا هو التغيير الموعود وهل منطق التسلح هو ما تدعونا اليه زرازير؟!