كتب عضو "الجبهة السياديّة من أجل لبنان" الدكتور شربل عازار
صرّح المعاون السياسيّ لأمين عام حزب الله الحاج حسين الخليل من دارة كليمنصو:
" ما يجمع بيننا وبين وليد بيك يختلف عن القوات اللبنانيّة التي يوجد معها خلاف عميق في الاستراتيجيا".
هذا كلام حق لا يرقى إليه الشكّ.
وعليه فإن وطننا يتنازعه استراتجيّتين.
- استراتيجيّة يقودها حزب الله والدائرين في فلكه وتقوم على:
الارتباط والانتماء الى محور الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة بما لها من أهداف عقائديّة وتوسّعيّة تحت عناوين شتّى وتستمدّ من الصراعات والحروب مبرّراً لديمومتها.
ويضمّ هذا المحور المتحالف مع فنزويلا، الحوثيّين في اليمن وجزء من الشعب العراقي وقسم من الشعب السوري وحزب الله اللبناني.
طبعاً الكلّ مُدرِك لنوعيّة الحياة المُذِلّة والمُظلِمة التي تعيشها شعوب هذه البلاد في القرن الواحد والعشرين وفي عصر العولمة والانفتاح والازدهار والتكنولوجيا وغزو الفضاء ورفاهية المجتمعات حيث بدأت الدول بتخصيص وزارات لسعادة مجتمعاتها.
- واستراتيجيّة أخرى ترفع لواءها القوات اللبنانيّة تحت راية بكركي بالتوافق والتعاون مع احزاب وقوى سياديّة من كافة المناطق والانتماءات الطائفية وتقوم على الالتزام بالدستور اللبناني وتطبيق كامل مندرجاته والتشديد على أنّ لبنان دولة سيّدة حرّة مستقلّة تحمي نفسها بقواها الذاتيّة الشرعيّة حصراً، ويسوسها قضاء مستقلّ يُخضِع الجميع لمشيئته،
دولة منفتحة على كلّ دول العام ومتمسّكة بشرعة حقوق الإنسان وبالمواثيق والقرارات الدوليّة،
دولة الرسالة، تمارس دورها كملتقى الحضارات والأديان وتسعى للعودة الى ما كانت عليه كمدرسة الشرق وجامعته ومستشفاه ومصرفه ومَصيَفه وفندقه وسياحته وخدماته و…
حزب الله بارتباطه الخارجي يُبرّر التمسّك بترسانته وصواريخه ومسيّراته لمواجهة إسرائيل. علماً أنّ لديه خطابين في هذا الخصوص.
خطاب أنّه يتمسّك بسلاحه لمحاربة التعديات الاسرائيليّة،
وخطاب آخر، أن سلاحه وُجِدَ لإزالة اسرائيل من الوجود.
مسألة إزالة إسرائيل من الوجود لن نُعلِّق عليها لارتباطها بالأقدار السماويّة.
أمّا بخصوص ضرورة الحفاظ على المقاومة الإسلامية وسلاحها بوجه التعدّيات الإسرائيلية،
فهل حاولنا ترسيم الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة؟
هل أثبتنا أنّ مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء المحتل من بلدة الغجر هي أراضٍ لبنانية صرف أم أنّها أراضٍ سوريّة، أم أنّها كانت خاضعة للسلطة السوريّة يوم احتلتها إسرائيل مع الجولان؟
وبالنسبة للحدود البحريّة، هل من يشرح لنا أين هي حدودنا مع الكيان الصهيوني؟
الخطّ ٢٩؟
الخطّ ٢٣؟
الخطّ ٢٣ مستقيم أم متعرّج؟
حقل كاريش، حقل قانا؟
مُلفِت في هذا السياق ما قاله المسؤول السابق في حركة أمل المدير العام السابق محمد عبيد من أنّ اتفاق ١٧ ايّار الشهير قد أعطى للبنان مساحة بحريّة أبعد بكثير عن الخط ٢٩.
يا للفضيحة.
خلاصة القول أن حزب الله المنتمي الى محور خارجيّ يستحضر أسباباً غير واقعيّة وغير مُثبتة للاحتفاظ بسلاحه الإيراني لأسباب لم تعد خافية ولا تنطلي على أحد.
تتزاحم قيادات حزب الله وتتبارى عند كلّ مناسبة وتأبين، في المزايدة في تهديد أميركا وإسرائيل، وفي تخوين كلّ من يُسائل الحزب والمقاومة عن وظيفتهما، وفي التبشير أنّ الموت في حروب المحور أشرف من الموت بفعل الحصار والجوع.
إلّا أنّ أصوات اللبنانيّين الأحرار تصدح كلّ نهار أحد لتصويب البوصلة. من المطران عودة الى البطريرك الراعي الذي قال البارحة في عظته من الديمان:
" - الشعب يحتاج رئيساً يسحب لبنان من الصراعات".
"- الحياد هوالخيار الأنسب لخلاص بلدنا".
"- من غير الممكن أن يعيش لبنان وفق رسالته إذا لم يَعِش الحياد الناشط".
"- كما لا يمكن أن نورّط لبنان في صراعات الآخرين".
"- لا يجوز في هذه المرحلة ان نسمع بأسماء مرشّحة من هنا وهناك ولا نرى تصوراً لمرشح".
إذاً لبنان بحاجة الى رئيس جمهوريّة قادر على نقله من محور الحروب العبثيّة الى الحياد".
الشخص موجود لكنّهم يَخشونه لأنّهم لا يريدون بناء دولة.