اللحظة الإقليمية الدولية للتسوية لم تحن بعد

علم-لبنان (1)

يبدو جلياً أنّ اللحظة الإقليمية الدولية لإنتاج تسوية تنتشل لبنان من أزماته ومعضلاته لم تحن بعد، بدليل أنّ الاستحقاق الرئاسي يقترب ولا صوت يعلو فوق أصوات النشاز السياسي، وخصوصاً من أولئك الذين يأخذون البلد إلى مزيد من الانهيارات السياسية والاقتصادية والمعيشية والحياتية دون اكتراث لما آلت إليه أوضاع الناس، وما يفعله تحديداً رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل إنّما يقوم على قاعدة "أنا الغريق فما خوفي من البلل"، فبعد أن طارت الرئاسة من بين يديه يسعى رئيس "التيار البرتقالي" إلى فرض نفسه لاعباً أساسياً في اختيار الرئيس الذي يريده وبشروطه، أو أن تشكل حكومة يكون له فيها حصة وازنة لإدارة دفة البلاد والدخول في فراغ واللجوء إلى التمرد السياسي، على شاكلة التمرد العسكري الذي كان سمة عمّه رئيس الجمهورية ميشال عون في أواخر الثمانينات، حين كان رئيساً للحكومة العسكرية.من هذا المنطلق، فإنّ لبنان، وكما يُنقل عن كبار المطلعين، سيشهد صولات وجولات تصعيدية سياسية غير مسبوقة، إضافةً إلى أنّ التدخل الدولي قد يأتي من فرنسا عندما تحين الظروف المؤاتية بفعل الاتصالات التي تُجريها باريس مع المعنيين بالملف اللبناني، وفي طليعتهم المملكة العربية السعودية والجامعة العربية ومصر، ومن الطبيعي واشنطن التي فوضت باريس بالملف اللبناني. ولكن حتى اليوم يمكن القول إنّ اللعبة مفتوحة على شتى الاحتمالات، في ظل تفكُّك الدولة وتلهّي المجتمع الدولي بالحروب والنزاعات التي تشهدها المنطقة، من الحرب الروسية – الأوكرانية إلى ما يجري في سوريا والعراق، وصولاً عدم تبلور مشهد المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران، وإلى حين ذلك لبنان على قارعة الطريق ينتظر على كوع الاستحقاقات؛ ومن يعش يرَ.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: