ذكرى 23 آب 1982 الخالدة، ترافقت مع 21 يوماً تحقق خلالهم الحلم الذي نتوق اليه جميعاً كلبنانيين، تلك الذكرى التي تحمل كل معاني الابتهاج والشموخ وكرامة الوطن، تحولت بعد ايام الى ألم وحزن شديد ودموع على أشلاء وطن، لم يبق منه سوى سراب...
لبنان الذي تباهينا به وسقط من اجله الاف الشهداء دفاعاً عنه، بات هو شهيداً لا يجد مَن يواسيه ، سقطت الشعارات والمبادئ وتهاوى كل شيء، كوارث وانهيارات تطوّق البلد الصغير الضائع، تناحرات وانقسامات وخلافات وسجالات بين اهل الحكم الغائبين عن مآسي الوطن، يبحثون عمن تبقى من فتات المغانم لينقضوا عليها، يتحدثون بالعفة والشرف والنزاهة ، صفات لا ولن يعرفوها، يتحدثون عن الرئيس القوي الشجاع القادر على إتخاذ القرارات المصيرية، يتباهون بتلك الصفات التي لم نشهد مثيلاً لها، إلا خلال الواحد والعشرين يوماً من عمر الجمهورية القوية التي مرّت كالسهم في سماء لبنان، في ذلك التاريخ العابق بالشرف، انه 23 آب 1982، الذي لن نشهد مثله على مرّ الازمان.
اليوم وبعد 40 عاماً، ومع إقتراب الاستحقاق الرئاسي الباحث عن رئيس قوي بحق وحقيقة وليس فقط بالقول والشعارات، نجد انفسنا بحاجة الى ذلك الرئيس الحلم، بشير الجميّل القائد والرئيس، نستذكر كلماته فلا نجد من يقولها او يتجرأ على قولها:" نريد رئيساً يقيم علاقات متناسقة بين حواس الوطن المختلفة، ويكون صاحب رؤية وطنية تبلغ حدّ الحلم، لا صاحب شهوة سياسية لا تتعدى حدود الحكم، نريد رئيساً يستعمل أفعال الغضب وأدوات التحذير وأحرف الرفض وأسماء الجزم، نريد رئيساً ينقل لبنان من حالة التعايش مع الأزمة ومشاريع الحلول، الى حال الخروج من الأزمة وفرض الحلول". كلمات لا تزال راسخة منذ 40 عاماً، وكأنها تتحدث عن واقع لبنان الاليم اليوم .
في مثل هذا اليوم، كانت ولادة جديدة لمشروع دولة الحق والقانون والمساواة برئاسة رجل دولة قلّ نظيره . قائد يتحلى بالعزيمة والتصميم والارادة الحقيقية، هو الرئيس الشجاع المتمرّد صاحب شعار" لبنان اولاً"، الثائر دائماً بهدف إحقاق الحق، ولذا بدا خلال ايام رئيساَ على كل لبنان ولكل اللبنانيين من دون تمييّز، فجمع من حوله كل طوائف لبنان، التي رأت فيه خير رئيس موّحد لجمهورية لطالما كانت مشلعّة.اليوم دعونا نحلم ولو لدقائق... بشير رئيساً لجمهورية لبنان، لنعرف ماذا تعني السيادة والحرية والاستقلال؟، وماذ يعني الرئيس القوي القادر على تنفيذ وعوده، لنعش تلك الصورة ولو في الحلم، الذي لن يتحقق لاننا لن نجد رئيساً كبشير...